يقف العالم حاليًا أمام قمة المناخ cop 27 المقامة في مدينة شرم الشيخ المصرية، منتظرًا توصياتها والحلول التي سيتوصل إليها قادة العالم لحل أزمة المناخ، ومن المواضيع المثارة حاليًا عل طاولة المفاوضات هي "التجارة الخضراء"، وهي أحد المبادرات التي تمولها منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية UNIDO، والوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي.
وقالت رئيسة منظمة التجارة العالمية نجوزي اوكونجو إيويالا، على هامش قمة المناخ كوب 27، إنها تريد بشدة أن يتم استئناف اتفاقية تداول البضائع والخدمات الصديقة للبيئة، حيث باءت كل مباحثات المنظمة بالفشل عام 2016، بعد خلافات بين الصين والدول الغربية بشأن المنتجات التي ينبغي إدراجها على قائمة المنتجات الصديقة للبيئة.
وأوضحت أنه من الخطأ الاعتقاد بأن التجارة ليست سوى مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة، لأنها تساعد أيضاً في انتشار الابتكارات والتكنولوجيا الخضراء، فالتجارة قوة من أجل الخير للمناخ، وجزء من الحل لتحقيق انتقال مرن وعادل لخفض انبعاثات الكربون، كما وصفتها إيويالا.
خفض الجمارك يزيد الصادرات البيئية 5%
"خفض التعريفات الجمركية والتدابير غير الجمركية المفروضة على السلع البيئية المتعلقة بالطاقة يمكن أن يزيد إجمالي الصادرات من هذه المنتجات بنسبة 5% بحلول عام 2030"، وفقًا لما أعلنته منظمة التجارة العالمية، وفي الوقت نفسه يؤدي إلى خفض انبعاثات الكربون، خاصة مع التحسينات في كفاءة الطاقة وزيادة استخدام الطاقة المتجددة التي يمكن أن تقلل صافي انبعاثات الكربون بنسبة 0.6%، وعلى الرغم من أن الرسوم الجمركية على السلع البيئية أقل نسبيا من تلك المفروضة على السلع الأخرى، فإنها تظل مرتفعة نسبياً في البلدان المنخفضة الدخل.
النقل مسؤول عن 15% من الانبعاثات
يقوم اقتصاد العالم على التجارة بشكل أساسي لتعزيز نمو اقتصادات دول العالم، ولكن التحدي الذي يواجه التجارة هو أنه يتسبب في نسبة كبيرة من انبعاثات غازات الدفيئة خلال نقل السلع والخامات المختلفة حول العالم.حيث ينتج عن قطاع النقل أكثر من 15% من انبعاثات غازات الدفيئة عالمياً مقابل 57% من بقية المصادر المرتبطة بالطاقة، حتى 2030 سيزداد الأمر سوءاً مع زيادة أحجام الشحن بنسبة 70% وإضافة 1.2 مليار سيارة ليتضاعف عدد السيارات في العالم.
وأما النقل البحري والجوي فهما مسؤولان عن 11% و10% من إجمالي انبعاثات القطاع على التوالي، وفقًا لبيانات البنك الدولي.
وعلى الرغم من أن التجارة تسبب بتوليد انبعاثات جراء الإنتاج والنقل، فإن التجارة والسياسات التجارية يمكن أن تسرّعاً نشر التقنيات المتطورة وأفضل الممارسات، وتعززا الحوافز لمزيد من الابتكار مع خلق وظائف المستقبل، حيث كانت التجارة هي السببب في خفض كلفة الألواح الشمسية على مدى العقود الثلاثة الماضية.
