وصفت شبكة «سي إن إن» الأمريكية انسحاب روسيا من نصف منطقة خيرسون بالمهين وغير مفاجئ.
وبحسب تحليل لـ «تيم ليستر»، تقول وزارة الدفاع الروسية: إن قواتها تستعد للانسحاب من جزء كبير من منطقة خيرسون الأوكرانية المحتلة، في خطوة مذلة، لكنها غير مفاجئة بعد التطورات التي حدثت في الأسابيع الأخيرة.
تلاعب بالمصطلحات
وتابع الكاتب: سيتم التنازل عن آلاف الكيلومترات المربعة، بما في ذلك بعض أفضل الأراضي الزراعية في أوكرانيا، التي احتلتها روسيا منذ الأيام الأولى للغزو، واعتبرتها رسميًا أراضيها قبل 5 أسابيع فقط.
ومضى يقول: في اجتماع في موسكو أمس الأربعاء، وضع وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو والجنرال سيرجي سوروفكين، القائد المعين حديثًا لما تسميه موسكو «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا، أفضل السبل للانسحاب.
وأضاف: منذ أغسطس، قتلت القوات الروسية 9500 جندي أوكراني في خيرسون ونجحت في صد ما يصل من 80% إلى 90% من صواريخ العدو، كما زعم سوروفيكين، ومع ذلك فقد قال "إن الانسحاب من شأنه حماية أرواح المدنيين والجنود".
وأشار الكاتب إلى أن المعلقين والمسؤولين الروس تجنبوا كلمة «التراجع»، واصفين الأمر بـ"إعادة التجمع" على الجانب الشرقي من نهر دنيبرو، في مواقع يمكن الدفاع عنها وقد تكافح القوات الأوكرانية لتدميرها.
هزيمة ضخمة
وذكر: ليس معروفًا في هذه المرحلة كيف سيرد الأوكرانيون، قواتهم على الخطوط الأمامية الجنوبية منهكة ومن المحتمل أن تكون الأرض التي أمامهم ملغومة بكثافة.
ولفت إلى أن ملاحقة القوات الروسية ستريق المزيد من الدماء، وكذلك أي قتال في مناطق كثيفة مثل مدينة خيرسون.
وأوضح الكاتب أنه مع ذلك لم يقبل الجميع انسحاب خيرسون برباطة جأش، مضيفًا: وصف المعلق الروسي الصقري سيرجي ماركوف التنازل المخطط عن خيرسون على قناته على "تليجرام" بأنه «أكبر هزيمة جيوسياسية لروسيا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي»، واعتبر أن العواقب السياسية لهذه الهزيمة الضخمة ستكون كبيرة حقًا ".
وتابع ماركوف: السبب الرئيس لهذه الهزيمة هو رفض حرب حقيقية والتأخر الكارثي في اتخاذ القرارات اللازمة.
مصدر إحراج
وأوضح الكاتب أن الزعيم الشيشاني رمضان قديروف اتفق مع هذا التقييم، وقال: إن التأخير قلل من خيارات موسكو، وتساءل: إن القتال في خيرسون يتطلب إمدادًا ثابتًا ومستقرًا من الذخيرة وتشكيل خلفية قوية وموثوقة، لماذا لم يتم ذلك منذ الأيام الأولى للعملية الخاصة؟"
وأردف: في أكتوبر، عندما تولى سوروفيكين منصب القائد العام للعملية، حذر من أنه يجب مواجهة خيارات صعبة.
ولفت في ختام تحليله إلى أن كارثة خاركيف، التي شهدت اجتياح القوات الأوكرانية لمعظم المنطقة في أسبوع واحد، سبقت تعيينه، وربما كان حذرًا من أن تصبح خيرسون سريعًا مصدر إحراج آخر.