الارتباط الذي كان عليه الفنانون السعوديون مع واقعهم ومجتمعهم وهم يسجلون مظاهره وصوره في بداياتهم، انتقلت وهم يتحولون أو يسعون إلى تجديد نتاجهم، وقد ظهرت لدى بعضهم توجهاتهم الحداثية التي رسموا من خلالها، ومع ظهور المعارض الجماعية المنتظمة، وخلق نوع من التنافس كان بعضهم يسعى إلى المنافسة وتجويد منتجه الفني أو التفكير في كونه قيمة لها أهميتها في الانتماء إلى ساحة بدأت في الأخذ بأبنائها إلى مناسبات أبعد.
سنجد المدينة مثلًا ظاهرة بحاراتها ومواقع محددة يعرفها فؤاد مغربل، وهو يصيغ لوحته المنشورية، ويبعث إضاءاته الروحية من خلال تفاصيل ينشأ معها عمل ينبض بالحيوية.
رموز وعناصر المكان سنجدها في أعمال إبراهيم بوقس، وهو يؤلف اختياراته المعمارية المكية، ومعها الأبواب والنوافذ والطيور وأحيانًا الحروف في توليفة تفصح عن مكان، بالمثل عند سليمان باجبع، وعبدالله حماس الذي تفصح أعماله عن مكان محدد وطبيعة سنتعرف عليها بسهولة، وهو يؤلف ما يمكن من الوحدات والعناصر المعمارية والنباتية، والناس بأزيائهم التقليدية، هذه التناولات في بساطتها الممتنعة أحيانًا سنجدها أيضًا في صيغ عبدالله الشيخ الذي أتى من المدرسة العراقية بمفردات ووحدات منحها روحًا جديدة، وهو يفتح لها نوافذه الخاصة وخبراته، ومع علي الرزيزاء في إعادته أو بعثه المعمار والتأسيس على مظهره الشعبي بتلوينات يختارها أحيانًا، ويعيدها إلى مرجعياتها أحيانًا أخرى.
الأمر ليس بعيدًا عن سمير الدهام الذي لم تزل المدينة بإيقاعها وصخبها تسكن روحه، فنجده ينوِّع في الاشتغال عليها، والإضافة بما يعمّق شخصيته الفنية التي عُرفت منذ مشاركاته الثمانينية، هنا الرقصات والمعمار، وبعض العناصر البدوية والحضرية تتألف برؤية الفنان الحداثية.
جرّدها إلى علاقات مساحية ولونية خبيرة، عبدالله المرزوق في بيته العربي.
التجارب تتواصل، والبحث لم يزل يبعث نتائج مثيرة.
[email protected]