مع اقترابها من نهاية الشهر الثاني، تواصلت الانتفاضة الشعبية ضد نظام الملالي الحاكم في إيران، السبت، وخرجت تجمعات وتظاهرات واعتصامات واحتجاجات طلابية في مختلف المدن الإيرانية.
وبحسب موقع إيران إنترناشيونال، صدرت دعوات للتظاهر في الشوارع، فيما توعد الطلاب بتأجيج الثورة.
تجمعات واعتصامات
تجمع عدد من الطلاب في جامعات طهران، وشريف، وعلم وفرهنك، وبهشتي، وخوارزمي كرج، وأصفهان للفنون، وهرمزكان للعلوم الطبية، وغيرها، احتجاجًا على مقتل المحتجين، لا سيما في الجامعات واعتقال الطلاب وإيقافهم عن الدراسة.
وفي كلية علم النفس بجامعة طهران، اعتصم عدد من الطلاب للاحتجاج على استمرار اعتقال ماهان كجيزان، سكرتير مجلس نقابة هذه الكلية.
كما أصدر طلاب جامعة أصفهان للفنون، بيانًا أكدوا فيه استمرار إضرابهم، قائلين: «ما زالت التوابيت تملأ الأرصفة، لن ندخل الفصول الدراسية».
41 قاصرًا بين ضحايا الاحتجاجات.. الإضرابات تتواصل في جامعات إيران#اليوم pic.twitter.com/skkh5XKU4H— صحيفة اليوم (@alyaum) November 6, 2022
وفي جامعة خوارزمي فرع كرج، تجمع عدد من الطلاب ورددوا هتافات مثل: «لماذا جلست أيها الشعب أنت منقذنا»، و«قتلتم الطلاب واستبدلتموهم بالملالي».
احتجاجات الطلاب تتفاقم
واصل طلاب كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة شريف، اعتصامهم في بهو الكلية لإطلاق سراح الطلاب المعتقلين.
وفي جامعة علم وفرهنك، مثل الأسابيع الماضية؛ نُظم تجمع احتجاجي على القمع الشديد للطلاب والشعب، وهتف طلاب هذه الجامعة: «هذه آخر رسالة.. إن تقتلوا ستتأجج نار الثورة».
وأضرب طلاب جامعة هرمزكان للعلوم الطبية، ورفضوا دخول الفصول والمستشفيات لدعم الطلاب الموقوفين عن الدراسة.
كما نظم طلاب جامعة بهشتي بطهران اعتصامًا للاحتجاج على اعتقال الطلاب وسجنهم.
اعتقالات وتعذيب
أفادت «لجنة متابعة أوضاع معتقلي الانتفاضة الشعبية الإيرانية»، بتعرضهم للتعذيب والتحرش الجنسي والتهديد بالاغتصاب، وحرمان المعتقلين المصابين من الخدمات الطبية، واحتجاز البعض في معتقلات سرية.
وأعلنت هذه اللجنة أنها تمكنت من تسجيل أسماء أكثر من 1600 معتقل، بينهم 65 طفلًا.
ومن بين هؤلاء السجناء 969 مواطنًا، و393 طالبًا، و145 ناشطًا مدنيًّا، و42 صحافيًّا، و40 ناشطًا سياسيًّا، و38 ناشطة في مجال حقوق المرأة، و26 محاميًّا.
الرئيس الأمريكي يتعهد بتحرير #إيران قريبًا#اليوم#احتجاجات_إيران#مهسا_اميني pic.twitter.com/vuPbQ6WDXC— صحيفة اليوم (@alyaum) November 5, 2022
وأعلنت «لجنة متابعة أوضاع المعتقلين» أن العديد من المعتقلين تعرضوا للتعذيب الذي لا تزال آثاره قائمة، بعد أيام وأسابيع من الإفراج المؤقت عنهم.
وبحسب هذه اللجنة التي أبلغت بتقارير التعذيب الجنسي والتهديد بالاغتصاب، فإن بعض المعتقلين هددوا بالقبض على أفراد عائلاتهم ومضايقتهم.
وقالت إحدى المعتقلات إنها أجبرت على خلع ملابسها والجلوس والوقوف عارية أمام شرطية في العنبر 209 في إيفين، وهُددت سجينة أخرى صراحة بالاغتصاب.
وقال المحققون لها وللمعتقلات الأخريات: «إذا تعرضتن للاغتصاب هنا، فلا يمكنكن الاحتجاج! أنتن تبحثن عن العري وعليكن أن تدفعن ثمنه»!
نوفمبر 2019
بمناسبة الذكرى الثالثة لمذبحة المتظاهرين في نوفمبر 2019، ظهرت دعوات لمظاهرات وتجمعات واسعة في إيران وخارجها، كما دعا مجموعة شباب أحياء لرستان، إلى احتجاجات أمس السبت، الساعة 5 مساء.
واستمرارًا للانتفاضة الثورية للشعب الإيراني ضد نظام ولاية الفقيه، وفي ذكرى انتفاضة نوفمبر الدموية، دعا شباب أحياء العديد من المدن، المواطنين إلى النزول للشوارع الثلاثاء 15 نوفمبر.
وأعلنت هذه الدعوة المشتركة من قبل شباب تبريز، وزنجان، وأصفهان، ومشهد، وأهواز، وكركان، وبابل، موعد النزول للشوارع «بالتزامن مع ذكرى مقتل الشباب في نوفمبر 2019».
محامون إيرانيون: الطوفان الشعبي سيُسقط نظام الملالي#اليوم#احتجاجات_إيران#مهسا_اميني pic.twitter.com/sEqHvxczSB— صحيفة اليوم (@alyaum) November 4, 2022
وجاء في جزء من البيان المشترك ما يلي: «سنبدأ من المدارس الثانوية والجامعات والأسواق، ونواصل التركيز على الأحياء ونتحرك للوجود في جميع الساحات الرئيسية بالمدينة».
وفي وقت سابق، أعلنت رابطة عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية أنها ستنظم مسيرة كبيرة في مدن مختلفة من العالم، السبت 19 نوفمبر، بمشاركة عائلات القتلى في نوفمبر 2019، لدعم «الثورة الإيرانية».
حزمة عقوبات
من جهته، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، أن الاتحاد الأوروبي أعد حزمة عقوبات متعددة للنظام الإيراني، وسيصادق على العقوبات الجديدة الأسبوع المقبل، مؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي سيضاعف الضغط على الحرس الثوري والضالعين في قمع الاحتجاجات في إيران.
وتساءل شولتس في رسالته الأسبوعية عبر الفيديو، أمس السبت: «ما نوع الحكومة التي تطلق النار على مواطنيها؟ من يتصرف بهذا الشكل يجب أن يتوقع مقاومتنا».
