يمثل إعلان المملكة عن إنشاء مركز ضخم لالتقاط الكربون وتخزينه، يعتبر الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وتدشين مبادرة حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء، لمواجهة فقر الطاقة وانعدام الأمن الغذائي؛ جزءًا من جهودها في معالجة تحديات المناخ بالعالم.
وسيتمكن المركز الذي سيُقام في مدينة الجبيل الصناعية، ويبدأ تشغيله بحلول عام 2027 من التقاط 9 ملايين طن متري من ثاني أكسيد الكربون وتخزينه سنويًا في مرحلته الأولى.
ويدعم إنشاءه، مساعي المملكة لالتقاط 44 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون وتخزينه سنويًا بحلول 2035، فضلاً عن الإسهام في تنمية اقتصاد عالمي للهيدروجين النظيف والأمونيا النظيفة.
وتزامن الإعلان عن المبادرتين برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، وزير الطاقة، مع مؤتمر التغيُّر المناخي "COP27" في مدينة شرم الشيخ المصرية، وإقامة المنتدى الثاني لمبادرة "السعودية الخضراء"، ومؤتمر القمة الثاني لمبادرة "الشرق الأوسط الأخضر".
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان #ولي_العهد رئيس مجلس الوزراء، أعلن سمو #وزير_الطاقة عن إنشاء #المملكة أكبر مركز لالتقاط الكربون وتخزينه في الشرق الأوسط، بالتزامن مع مؤتمر #COP27 و #قمة_الشرق_الأوسط_الأخضر و #منتدى_مبادرة_السعودية_الخضراء pic.twitter.com/6exAC1N8dk— وزارة الطاقة (@MoEnergy_Saudi) November 11, 2022
تقليل الانبعاثات الكربونية
تؤمن المملكة بأن تقنية التقاط الكربون وتخزينه ستكون مهمة لتعزيز جهود تقليل الانبعاثات الكربونية ومعالجتها، لا سيما في قطاع البترول والغاز.
ولذا يعد المركز، حلقة ضمن سلسلة برامج تسعى المملكة عن طريقها، إلى تحقيق هدفها المتمثل في الوصول إلى الحياد الصفري بحلول 2060 من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون، كما أعلن عن ذلك سمو ولي العهد "حفظه الله".
نقل وتخزين الكربون
تهدف المرحلة الأولى من مركز التقاط الكربون وتخزينه، المُزمع إنشاؤه، إلى التقاط ثاني أكسيد الكربون من ثلاثة معامل للغاز الطبيعي وستة مصانع لإنتاج الجلايكول والغازات الطبيعية ومصنع حديد، بالإضافة إلى التقاط ثاني أكسيد الكربون من المصنع المتكامل لإنتاج وتوزيع الغازات الصناعية.
وسيُنقل ثاني أكسيد الكربون المحتجز من خلال شبكة خطوط أنابيب، ويخزّن في باطن الأرض في تكوينات جوفية ملحيّة، بحيث يمكن في المستقبل أن يساعد في إنتاج الهيدروجين والأمونيا النظيفة، في توافق تام مع مستهدفات المملكة في مجال التقاط الكربون وتخزينه، ومن ثم في مجال مواجهة آثار التغير المناخي.
صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان #وزير_الطاقة يشارك في جلسة نقاش عن أهمية العمل المناخي، ضمن أعمال #منتدى_مبادرة_السعودية_الخضراء 2022.
لمتابعة الجلسة عبر الرابط: https://t.co/kGQzO5KXUQ— وزارة الطاقة (@MoEnergy_Saudi) November 12, 2022
وقود نظيف
وتهدف مبادرة حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء، لمواجهة فقر الطاقة، والتي تحظى باهتمام سمو ولي العهد، إلى توفير حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء مثل "غاز البترول المسال، والطاقة المتجددة" بدلاً من حلول الطهي التقليدية مثل الفحم والحطب، التي تزيد من الانبعاثات والاحتطاب والمشاكل التنفسية.
ولتحقيق مبادرة بهذا الحجم، أنشأ برنامج استدامة الطلب على البترول نهجا استراتيجيا شاملا لتسهيل تنفيذها، يقوم على 5 ركائز رئيسية وهي: أثر التكلفة على المستخدم، والبنية التحتية المناسبة، واللوائح والمعايير، والتوعية العامة، وإمدادات الوقود.
وتهدف المملكة من خلال هذا النهج، إلى التخفيف من الأضرار الصحية، وانعدام الأمن الغذائي، والتدهور البيئي.
حلول شاملة
تحرص المملكة عبر شراكتها مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص على إيجاد حلول شاملة للتخفيف من العجز العالمي، على سبيل المثال تعاون المملكة مع صندوق الأوبك للتنمية الدولية في مدغشقر لمكافحة إزالة الغابات وتوفير حلول فعالة من حيث التكلفة للمستخدم.
ويعد التعاون والاستثمار في مبادرة حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء خطوة مهمة وأساسية لضمان مستقبل مستدام للمجتمع.