تبذل المملكة العربية السعودية جهود كبيرة في مجال إنتاج الطاقة النظيفة، وخفض انبعاثاتها من الكربون، حيث قال وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان أنه يمكن للسعودية أن تصبح نموذجاً يُحتذى به كيفة استخدام الهيدروجين في التحول في مجال الطاقة.
وأضاف أنه إذا قمنا بإنتاج الهيدروجين الأزرق فسنكون المنتج الأقل كلفة، وإذا أنتجنا الهيدروجين الأخضر فسنظل المنتج منخفض الكلفة، ولكن ماهو الهيدروجين الأزرق والأخضر وكيف يتم استخدامه في مجال الطاقة المتجددة؟
انتاج الهيدروجين
في البداية هناك عدة انواع من الهيدروجين وتختلف هذه الأنواع حسب طريقة الإنتاج، فمثلا الهيدروجين الذي يتم استخراجه من الغاز الطبيعي يسمي بالهيدروجين الرمادي، لأنه يصاحبه إطلاق انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون،ولكن يمكن التخلص من تلك الانبعاثات من خلال تقنية اصطياد واحتجاز الكربون (CCS) لتقليل نحو ٩٠٪ من انبعاثات الكربون، ويسمي الهيدروجين المعالج بهذه التقنية باسم الهيدروجين الأزرق.
واما الهيدروجين الأخضر فهو الذي يتم إنتاجه عن طريق التحليل الكهربائي للماء، باستخدام الكهرباء المولدة من مصادر طاقة متجددة كالرياح والطاقة الشمسية، ولا ينتج عنه أي انبعاثات من غاز ثاني أكسيد الكربون.
يعتبر الهيدروجين الأخضر أنقى أنواع الهيدروجين ويمكن استخدامه فورًا، في خلية وقود السيارة مثلا، ولكن يستخدم الهيدروجين الأزرق في الصناعات المختلفة، فهو وسيلة “لإزالة الكربون” من الصناعة، أي تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بتكلفة منخفضة نسبيًا.
حجم صناعة الهيدروجين الأخضر
يقدر الإنتاج العالمى من الهيدروجين حاليًا بنحو 70 مليون طن سنويا، تستخدم في صناعة الأمونيا والمواد الكيميائية مثل الميثانول، وإزالة الشوائب أثناء تكرير النفط، كما يعمل كناقل للطاقة الكيميائية، مثل النفط أو الغاز، ويخزن ثلاثة أضعاف الطاقة لكل وحدة كتلة مثل البنزين التقليدى، وعندما يحترق فى الهواء يتحد مع الأكسجين لإنتاج الماء مرةً أخرى.
وتشير بعض التقديرات إلى أن الهيدروجين الأخضر سيلبي نحو 25% من احتياجات العالم من الطاقة بحلول عام 2050، بحجم مبيعات سنوية تصل إلى 770 مليار دولار،كما يشير مجلس الطاقة العالمى أنه بحلول عام 2025 يمكن أن تغطى استراتيجيات الهيدروجين الوطنية البلدان التى تمثل أكثر من 80%من الناتج المحلى الإجمالى العالمى منه، نتيجة لإقبال عدد كبير من الدول على زيادة قدرات إنتاج الهيدروجين مثل كندا وفرنسا واليابان وأستراليا والنرويج وألمانيا والبرتغال وإسبانيا وتشيلى والصين وفنلندا.
وأما منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك"، فأعلنت أن عدد الدول العربية المهتمة بالاستثمار فى مشروعات إنتاج الهيدروجين ارتفع إلى 7 دول لتشمل القائمة كلاً من الإمارات، والجزائر، والسعودية، والعراق، ومصر، وعمان، والمغرب.
وتوقعت شركة "ستراتيجى الشرق الأوسط" التابعة لشبكة بى دبليو سى، أن حجم سوق الهيدروجين الأخضر سيصل إلى 300 مليار دولار عام 2050، وهو ما سيوفر 400 ألف فرصة عمل فى قطاع الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين حول العالم حيث سيصل الطلب العالمى على "الهيدروجين الأخضر"، إلى 530 مليون طن متر بحلول عام 2050، مما سيؤدى إلى استبدال 10.4 مليار برميل نفط مكافئ أي حوالى 37 % من إنتاج النفط العالمى قبل الجائحة.
