أكد مختصون لـ"اليوم" أن لبس الكمام الجراحي أو الكمام القماشي، لا يؤثر على مستوى الأكسجين أو ثاني أكسيد الكربون في الجسم.
وأشاروا إلى أهمية لبسه؛ للحد من انتشار العدوى والأمراض الفيروسية، والحفاظ على صحة وسلامة الجميع، مؤكدين أنه لا يضر بالتنفس.
قطيرات اللعاب
قال وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية د. عبد الله عسيري: "استنتجت العديد من الدراسات أن الكمام لم يؤثر على التنفس في الراحة أو النشاط البدني، بمعنى أن الشعور بضيق النفس ليس بسبب نقص الأكسجين، ولا زيادة ثاني أكسيد الكربون في الدم ويزول بالتعود".
وأشار إلى أن الفيروسات التنفسية في الغالب لا تنتقل فرادى، وإنما بأعداد كبيرة في قطيرات اللعاب والمخاط الخارج من الجهاز التنفسي للشخص المصاب، والكمام يحتجز هذه القطيرات على السطح الخارجي».
الأثر السلبي
قالت استشاري طب الأسرة د. وجدان الجهني: مع دخول موسم الإنفلونزا الموسمية، جددت وزارة الصحة تأكيدها على ضرورة ارتداء الكمام، للحد من انتشار الفيروسات بالأخص في أماكن التجمعات والمنشآت الصحية.
وأضافت: يعود التساؤل مجددا على وسائل التواصل الاجتماعي عن الأثر السلبي على التنفس، الذي قد ينتج من ارتداء الكمام، فقد أثيرت بعض الشائعات التي تدعي أن ارتداء الكمام، قد يؤدي إلى ازدياد نسبة ثاني أكسيد الكربون ونقص الأكسجين في الجسم.
وتابعت: "في هذا الصدد أجريت دراسات علمية عديدة، وتجارب لاختبار مدى تأثير لبس الكمام على القدرة على تبادل غاز الأكسجين وثاني أكسيد الكربون، وعلى احتمالية تأثيرها على أداء النشاطات الرياضية، ووجدت أنه في الأشخاص الأصحاء لا يؤثر لبس الكمام على أي مما سبق، مع وجود تأثير محدود خلال ممارسة الرياضات عالية الشدة".
وأشارت إلى أن الدراسات بينت تأثير العامل النفسي على الإحساس بصعوبة التنفس خلال لبس الكمام، قائلة "ومن هنا نعود إلى التشديد على الدور المهم للكمام في الوقاية من انتشار الأمراض التنفسية، وعدم الانجراف وراء الشائعات".
مواجهة الجائحة
أوضح استشاري طب الطوارئ د. باسم البحراني: أن أهم الإجراءات التي صدرت لمواجهة الجائحة هي التوصية بلبس الكمام، حيث صدرت التوصيات المحلية والعالمية بضرورة لبس الكمام للتقليل من انتشار فيروس كورونا.
وأضاف أن "الكمام ساهم ولا يزال يساهم في التقليل من فرص انتشار العدوى، إضافة إلى أن الكثير من الدراسات التي صدرت تؤكد أن لبس الكمام الجراحي أو الكمام القماشي لا يؤثر على مستوى الأكسجين أو ثاني أكسيد الكربون في الجسم، وتؤكد مأمونية الكمامات".
وأشار إلى أن الكثير من الأطباء والجراحين حول العالم يرتدون الكمام الجراحي يوميا، ساعات طويلة لسنوات طويلة ولم يؤثر ذلك على جهازهم التنفسي، ولا تزال النصيحة قائمة بلبس الكمام خصوصا إذا كنت تعاني أعراضًا تنفسية؛ للتقليل من انتشار الأمراض التنفسية، وكذلك لبس الكمام في الأماكن المغلقة والمزدحمة.
التدابير الوقائية
قالت الأستاذ المساعد بقسم طب الأسرة والمجتمع د. غادة بنت فؤاد اليوسف: إن أفضل وسيلة للوقاية من الإنفلونزا هي اتخاذ التدابير الوقائية، كغسل اليدين بشكل منتظم وتجنب مخالطة المرضى وأخذ لقاح الإنفلونزا الموسمي، بالإضافة إلى ارتداء الكمامات.
وبينت أن فيروسات الإنفلونزا المعروفة مثل A وB تنتقل عن طريق الرذاذ المحمول في الهواء، عندما يعطس المصاب أو يتحدث أو يسعل، وقد يستنشقها الأفراد، مما يجعل لبس الكمامة من الأسباب المؤثرة في الإصابة بالعدوى من عدمها.
العلامات الحيوية
قال اختصاصي الرعاية التنفسية خالد بن ظاهر العنزي: حسب الدراسات الأخيرة لا يوجد تأثير على العلامات الحيوية عند الالتزام بلبس الكمام، ولو كان هناك تأثير.
وأوضح أن فوائد لبس الكمام أكثر من أضراره، خاصة في هذه الفترة التي تكثر فيها عدوى الإنفلونزا الموسمية، حيث إن الكمام يقينا من استنشاق الرذاذ المتطاير في الهواء من المصابين، كما أنصح بأخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية.
الرذاذ المتطاير
ذكرت طبيب الأطفال د. أميرة الشمري: كثير من الدراسات الحديثة وجدت أنه ليس هناك نقص أكسجين أو ضيق نفس مع لبس الكمام، وتجربة حية لنا بارتداء الكمام نقيس الأكسجين، يصل إلى الحد الطبيعي، فوق ٩٤٪، ومن دونه قياس الأكسجين طبيعي أيضا ١٠٠%.
وأوصت بلبس الكمام في الأماكن المزدحمة، وفي حال وجود شخص مصاب يمنعنا من الرذاذ المتطاير الذي ينقل لنا الفيروسات، عافانا الله وإياكم.
عدو فيروسي
قال اختصاصي الباطنة د. تركي مبارك العنزي: ارتبط ارتداء الكمامات في الأذهان بالأوبئة، وكأنها تجسد الخوف من عدو فيروسي غير مرئي، يتحين الفرصة للنفاذ إلى جسمك، وقد تفنن البعض في تصنيع بدائل للكمامات، فمنهم من استخدم الأوشحة، ومنهم من وضع قميصا على فمه.
وترجع أهمية ارتداء الكمامات في الأماكن العامة، إلى أن ما يتراوح بين 6 و18 % من المصابين قد لا تظهر عليهم أي أعراض للمرض، رغم أنهم قادرون على نشر العدوى، ناهيك عن أن فترة حضانة الفيروس قد تصل إلى 14 يومًا قبل ظهور الأعراض.
وأشارت دراسة أجراها علماء من جامعة أريزونا، إلى أن معدل الوفيات في نيويورك قد يقل بنسبة 17 إلى 45% على مدى شهرين، إذا ارتدى 80% من الناس كمامات متوسطة الكفاءة.