شدد البطريرك اللبناني بشارة بطرس الراعي على أهمية الإسراع إلى انتخاب رئيس جديد للبنان على مقياس لبنان واللبنانيين.
وفي إشارة إلى الدور الإيراني المتمثل بحزب الله قال الراعي في كلمة له أمس "نريد رئيس تحدٍّ لمن يتحدى لبنان ويقضي على المساعي التي تريد تغيير هوية لبنان التاريخية والوطنية"، معتبرًا أن ما يجري في مجلس النواب مسرحية هزلية.
كلمة كل اللبنانيين
شدد الراعي في كلمته التي وصفها مراقبون بأنها كلمة كل اللبنانيين على أن "الشعب يريد رئيسًا يرفع صوته في وجه المخالفين والفاسدين ومتعددي الولاءات، انطلاقا من موقعه المترفع عن كل الأطراف؛ والذي يقول للعابثين بمصير البلاد: كفوا إساءاتكم إلى لبنان، وكفوا عن تعذيب اللبنانيين، وكفوا عن المضي في مشاريع مكتوب لها السقوط الحتمي آجلًا أو عاجلًا، لأنها ضد منطق التاريخ، وضد منطق لبنان".
وتابع: "الرئيس الذي نريده هو الذي يتحدى كل من يتحدى اللبنانيين ولبنان، والذي يقضي على المساعي الخفية والظاهرة إلى تغيير هوية لبنان الوطنية والتاريخية، مهما كان شكل لبنان الجديد مركزيا أو لا مركزيا".
وقال الراعي: "لن نسمح بالقضاء على خصوصية وهوية لبنان وتعدديته، وعلى كل ما يمثل في هذا الشرق من وطن شكل ملاذا وطنيا آمنًا للمسيحيين، كما لسواهم كي يعيشوا بإخاء ورضا ومساواة، وشراكة فيما بينهم في دولة ديمقراطية حضارية، فمن أجل هذه الأهداف السامية نشأ لبنان سنة 1920 وهكذا سيبقى".
«البطاركة» في #لبنان يدعون لانتخاب رئيس فورا https://t.co/07kRK74Uop #اليوم pic.twitter.com/sSr9Ld6M8K— صحيفة اليوم (@alyaum) November 11, 2022
تطوير لبنان
أضاف: «لا يمكن التنكر لكل تضحياتنا من أجل لبنان وكل اللبنانيين، وللشهداء الذين سقطوا دفاعا عن هذا النموذج الحضاري وإنقاذا للشراكة الوطنية، هذه خصوصية ثابتة مدى الدهور».
وأكد قائلاً: «بقدر ما نحن حاضرون للنضال والكفاح لمنع تغيير وجه لبنان بقيمه وبخصوصيته، فإننا مستعدون أكثر فأكثر للتفاوض والحوار حول تطوير لبنان في إطار الحداثة والعدالة والحياد واللامركزية الموسعة ومقترحات أخرى».
وأوضح الراعي أن الرئيس التوافقي المنشود لا يمكن اختياره إلا بالاقتراعات اليومية المتتالية والمشاورات بين سائر الكتل النيابية.
فشل انتخاب رئيس
تابع الراعي في كلمته "أمام فشل مجلس النواب الذريع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بحيث كانت الجلسات الخمس بمثابة مسرحية هزلية أطاحت بكرامة الذين لا يريدون انتخاب رئيس للبلاد، ويعتبرون أنه غير ضروري للدولة، ويحطون من قيمة الرئيس المسيحي - الماروني، بالإضافة إلى فشل كل الحوارات الداخلية أو بالأحرى تفشيلها من سنة 2006 حتى مؤتمر إعلان بعبدا سنة 2012".
وأردف أنه "لا نجد حلا إلا بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان يعيد تجديد ضمان الوجود اللبناني المستقل والكيان والنظام الديمقراطي وسيطرة الدولة وحدها على أراضيها استنادًا إلى دستورها أولا، ثم إلى مجموع القرارات الدولية الصادرة بشأن لبنان".
وشدد على أن أي تأخير في اعتماد هذا الحل الدستوري والدولي من شأنه أن يورط لبنان في أخطار غير سلمية ولا أحد يستطيع احتواءها في هذه الظروف.
وأكد الراعي في كلمته أن "الأمم المتحدة معنية مع كل دولة تعتبر نفسها صديقة لبنان أن تتحرك لعقد هذا المؤتمر".