قالت مجلة «بوليتيكو»، إن تلميحات رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عن عزمه التخلي عن خطته لتصنيف الصين باعتبارها تهديدًا للأمن القومي للمملكة المتحدة، أثارت الصقور في حزبه الذين يتبنون مواقف متشددة تجاه بكين.
وبحسب تقرير للمجلة، ألمح ريشي سوناك إلى أنه سيتخلى عن خطط إعلان الصين باعتبارها تهديدًا للأمن القومي كجزء من مراجعة رئيسية للسياسة الخارجية البريطانية.
تخفيف اللهجة
وتابع: في حديثه إلى المراسلين الذين يسافرون معه لحضور قمة مجموعة العشرين في بالي، خفف رئيس الوزراء البريطاني من لهجته بشأن بكين ورفض مرتين دعم خطط رئيسة الوزراء السابقة ليز تروس لوضع الصين في مرتبة «التهديد».
ولفت التقرير إلى أن النسخة الأصلية من المراجعة المتكاملة للمملكة المتحدة، التي نُشرت العام الماضي، تصف الصين فقط بأنها «منافس منهجي».
وأضاف: عندما سئل عما إذا كان سيمضي قدمًا في خطة تراس لتقوية موقف المملكة المتحدة، أشار سوناك في البداية إلى الصين باعتبارها «تهديدًا منهجيًا» قبل أن يصحح لنفسه قائلًا إنها تحد منهجي لقيم ومصالح بلاده.
تداعيات واسعة
وأشار التقرير إلى أن رفع مكانة الصين إلى مرتبة «التهديد» من شأنه أن يضع بكين على قدم المساواة مع روسيا وسيكون له تداعيات واسعة على السياسة الخارجية للمملكة المتحدة في المنطقة.
ومضى يقول: بدلًا من ذلك، تمثل كلمات سوناك تخفيفًا للموقف الذي اتخذه خلال مسابقة قيادة حزب المحافظين في الصيف، عندما وصف الصين بأنها أكبر تهديد لبريطانيا وأمن وازدهار العالم في هذا القرن.
ولفت إلى أن لهجته المتناقضة تجعله أقرب إلى بوريس جونسون، الذي شدد كرئيس للوزراء على أهمية الحوار والتجارة مع الصين.
وتابع: كما رفض سوناك القول "إن المملكة المتحدة يجب أن ترسل أسلحة إلى تايوان"، كما تعهدت تروس بشكل مثير للجدل عندما كانت وزيرة للخارجية.
ردود فعل غاضبة
ونبه إلى أن أعضاء البرلمان المحافظين المتشددين بشأن الصين والناشطون ضد معاملة بكين لأقلية الأويغور في شينجيانغ ردوا بغضب على تصريحات سوناك.
ونقل عن زعيم حزب المحافظين السابق إيان دنكان سميث، أحد السياسيين البريطانيين السبعة الذين فرضت الصين عقوبات عليهم بسبب انتقادهم لبكين، قوله: ما المزيد من الأدلة التي يحتاجها سوناك بأنهم يهددون قيمنا ذاتها والطريقة التي نعيش بها حياتنا؟ لقد رأينا الاعتداء على متظاهر خارج القنصلية الصينية في مانشستر ومراكز الشرطة الصينية المخصصة تحاول إجبار المواطنين الصينيين على العودة إلى الصين من خلال التنمر عليهم وتهديدهم.
خطر واضح
وقالت رحيمة محمود، مديرة المؤتمر العالمي للأويغور في المملكة المتحدة: لا أستطيع أن أجد كلمات تعبر عن خيبة الأمل. بينما يُسرق أطفالنا منا ويُعاد تعليمهم، يتم تعقيم نسائنا، وتملأ المنتجات المصنوعة من سخرة الأويغور رفوف المملكة المتحدة، لا يستطيع رئيس الوزراء حتى الاعتراف بالحكومة الصينية كخطر واضح على المملكة المتحدة ولشعب الأويغور.
وأكد ديفيد لامي، وزير خارجية الظل لحزب العمال المعارض، أن تصريحات سوناك تبدو وكأنها تحول صارخ عن نهج المحافظين تجاه الصين والأمن القومي البريطاني.