نجح فريق علمي من مركز أبحاث الطب الحيوي في برشلونة بإسبانيا، في التعرف على خلايا سرطانية تكون مختبئة داخل الكبد والرئة بعد استئصال الأورام السرطانية من القولون.
وأكد الفريق العلمى، أن الخلايا السرطانية هي المسؤولة عن حدوث "انبثاثات" وهجرة مرض السرطان إلى أعضاء أخرى من الجسم.
وبينت الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية "نيتشر"؛ أن الفريق البحثي تمكن من ابتكار تقنية علمية لعزل الخلايا السرطانية المختبئة داخل الكبد ومنعها من الانتشار في باقي الجسم.
الدراسة تفتح الباب أمام أنواع جديدة من أبحاث علاج السرطان
ونقل الموقع الإلكتروني "ميديكال إكسبريس" المتخصص في الأبحاث العلمية، عن الباحث أدريا كانيلاس سوكياس أحد المشاركين في الدراسة، قوله إن النموذج العلمي الذي نجحنا في ابتكاره سمح لنا بتوصيف ديناميكيات عمل الخلايا السرطانية المنبثة.
وأضاف سوكياس: "لقد درسنا انبثاثات يتراوح حجمها ما بين 3 إلى 4 خلايا سرطانية، وغيرها أكبر حجما، وحددنا طريقة عملها خلال مراحل تطور السرطان في جسم المريض".
وأكد الباحثون أن هذه الدراسة تفتح الباب على مصراعيه أمام نوعية جديدة من أبحاث علاج السرطان، إذ أنها تتيح إمكانية تحديد العوامل التي تؤثر في تكون الانبثاثات وطريقة تطورها، بهدف منع تكونها وبالتالي الحيلولة دون انتكاس المرضى بعد استئصال الأورام الرئيسية من الجسم.
سرطان القولون يصيب 2 مليون شخص سنويا
يعتبر سرطان القولون ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعا في العالم، إذ يصيب مليوني شخص جديد سنويا.
عند اكتشاف الأورام السرطانية في القولون أو المستقيم، يتم استئصالها جراحيا، ثم إخضاع المريض للعلاج الكيميائي لتلافي تجدد الإصابة، غير أن الدراسات الإحصائية أظهرت أن المرض يعود لمهاجمة الجسم مجددا لدى نسبة تتراوح ما بين 20 إلى 35% من المرضى بعد استئصاله.
وأرجع العلماء سبب الانتكاسة إلى ما يعرف باسم "الانبثاث"، ويقصد به انتقال الخلايا السرطانية من عضو لآخر، وبالتالي تتجدد الإصابة بالمرض الخبيث.
وتعتبر النقائل السرطانية السبب الرئيسي لوفاة مرضى مختلف أنواع السرطان بما في ذلك سرطان القولون.
