تزايد أعداد الشيوخ أو كبار السن في العالم يفرض تحديات جديدة على الحكومات والمجتمعات، حيث يحتاج هؤلاء إلى رعاية صحية واجتماعية وأنشطة ترفيهية تُبعدهم عن اليأس والإحباط، وتلك الإمكانات تعاني النقص في كثير من البلدان. وبحسب تقارير للأمم المتحدة، فإن سكان العالم يشيخون بسرعة. فالتقديرات تشير إلى أن نسبة كبار السن في العالم ستتضاعف من حوالي 12% إلى 22% ما بين عامي 2015 و2050.
ومن المشاكل الشائعة عند التقدم في السن ضعف السمع وآلام الظهر والتهاب المفاصل والسكري والاكتئاب وغيرها. والبعض يواجه عدة مشاكل صحية في وقت واحد. والمسنون ليسوا سواءً في الصحة أو التعليم أو الدخل. فقلة منهم يجتازون هذه المرحلة العمرية برفاه مرتفع، وصحة جيدة وقدرة على الوصول للعلاج. أما غالبية المسنين فدخلهم منخفض وبعضهم عجزة لا يتلقون الرعاية الكافية.
ومع ازدياد ساعات العمل للرجال والنساء ومع التغيرات الاجتماعية التي طرأت على المجتمعات في السنوات الأخيرة، والتي جعلت إعالة المسنين عبئًا لا تستطيع بعض الأسر مواجهته. ونستذكر ما قاله المرحوم "بإذن الله" الدكتور طه أبو كريشة نائب رئيس جامعة الأزهر، أن رعاية المسنين واجب إسلامي؛ لأنها بمثابة اعتراف بالجميل، ورد الحقوق إلى أصحابها موضحًا أن التخلص من كبار السن من خلال تركهم في دور المسنين بمثابة عقوق وتقصير في حق الوالدين، نهى عنه الإسلام، وحذر من عاقبته.
ومن أمثلة التقدير لهذه الفئة المهمة ما قامت به دولة الإمارات الشقيقة بتغيير مسمى كبار السن ليصبح كبار المواطنين باعتبارهم كبارًا في الخبرة، وكبارًا في إخلاصهم وعطائهم الذي لا ينضب.
والمملكة تشارك المجتمع الدولي في تعزيز وحماية حقوق كبار السن بما يرفع جودة حياتهم، ويسهم في استقرار المجتمع وتنميته. ومما يجسّد هذا الاهتمام إقرارها في شهر يناير لعام 2022م نظام حقوق كبير السن ورعايته، والذي يهدف إلى تعزيز وحماية حقوق كبار السن في ظل الحاجة القائمة للتعريف بحقوقهم تقديرًا لهم وتثمينًا لخبراتهم في الحياة.
الشيخوخة عملية طبيعية لا يمكن منعها، وتقدّم العمر ليس مرضًا، وبالرعاية البسيطة يمكن تجنب الكثير من المشاكل مثل تجنب العزلة والاتصال بالأقارب والأصدقاء؛ لمنع الكثير من الأمراض النفسية. ودعم الأسر التي ترعى كبار السن بوسائل مثل تسهيل ساعات العمل لمَن يقدّم الرعاية لهم، والتأكد من زياراتهم الدورية للمراكز الصحية للفحص، وصرف الأدوية، وتوفير سيارات النقل المناسبة لهم.
ونختم بقول المولى "عز وجل": (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريمًا).
[email protected]