قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن إدارة الشؤون المالية للبلاد ستكون الاختبار الحقيقي للرئيس البرازيلي المنتخب لويز إيناسيو لولا دا سيلفا.
وبحسب تقرير للصحيفة، أشرف الرئيس البرازيلي المنتخب لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، خلال رئاسته الأولى من 2003 إلى 2010، على أفضل لحظة للبلاد، إذ قاد بفضل الطفرة في أسعار السلع الأساسية واكتشافات النفط، انتشال 20 مليون شخص من الفقر المدقع، وصعود البرازيل على المسرح العالمي.
تغيير جذري
وأضاف التقرير: الآن، عاد "لولا" ليتولى زمام أكبر دولة في أمريكا اللاتينية في أول يناير، أي بعد 20 عامًا بالضبط منذ بداية إدارته الأولى.
وتابع: في رئاسته الثانية، سيواجه دولة تغيرات بشكل جذري. يرث "لولا" اقتصادًا لديه فرصة أقل للنمو، ورئاسة ذات قوة أقل ودولة مستقطبة ومهووسة بالإنترنت، إذ ينظر إليه جزء كبير من الجمهور على أنه مجرم سرق الانتخابات.
ونقل عن إلكسندر شوارتسمان، الخبير الاقتصادي ومدير البنك المركزي البرازيلي خلال رئاسة "لولا" الأولى، قوله: من الناحية السياسية، يتمتع "لولا" بسلطة أقل بكثير مما لديه، ويواجه تحديًا اقتصاديًا أكبر.
شهر عسل قصير
ولفت التقرير إلى أن التحديات المختلفة تشير إلى أن شهر العسل بالنسبة لـ"لولا" قد يكون قصيرًا، رغم أنه يعود إلى المنصب بالكثير من الخبرة، لكنه لم يواجه أبدًا العديد من العقبات التي تنتظره.
وتابع إلكسندر: في رئاسته الأولى، ساعدت شهية الصين الشرهة لفول الصويا وخام الحديد والزيت واللحوم في البرازيل على تغذية سلسلة من النمو السريع، الذي جعل البرازيل سادس أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2012 بدلًا من المركز الـ 14 عندما بدأ ولايته.
ولفت إلى أن هذا الصعود ساعده على إعادة تشكيل البلاد بطبقة وسطى موسعة، واستثمارات في البنية التحتية، وعطاءات ناجحة لدورة الألعاب الأولمبية وكأس العالم.
أكبر الاختبارات
وأضاف إلكسندر: لكن الآن، أصبحت البرازيل غارقة في سنوات من النمو المتعثر، والصين والاقتصاد العالمي يمران بمرحلة ضعف في الطلب على السلع الأساسية.
وأوضح أن الطريقة، التي سيتعامل بها "لولا" مع الشؤون المالية للبلاد ستكون واحدة من أكبر اختباراته.
وتابع: قام "لولا" خلال فترة توليه المنصب قبل ذلك بتوسيع الإنفاق الحكومي في ظل رياح اقتصادية مواتية. الآن، الوضع ليس كذلك ويبدو أن السوق قلقة بشأن خططه.