قطعان من الكلاب الضالة تقطع الطريق ليلًا، حفر عشوائية يتعثر بها السائر دون انتباه، أعمدة كهرباء تالفة تتوسط الشوارع، لا حدائق أو مساحات خضراء، حتى أنه لا توجد مراحيض عمومية.. تلك المشاهد ليست تخييلًا في لوحة سيريالية من ثلاثينيات القرن العشرين، بل واقع يومي يعيشه مواطنون سعوديون في العام 2022.. أهلا بك؛ أنت الآن بالمدينة الصناعية للورش بالهفوف في الأحساء.
بين "الإهمال والعشوائية" وتدني مستوى المرافق الأساسية، تغرق المناطق والمدن الصناعية في محافظات المنطقة الشرقية؛ نتيجة السيارات الثقيلة "الشاحنات"، بجانب السيارات الخفيفة وتدني حالة الشوارع وانتشار مستنقعات الصرف الصحي وخروج أعمدة الإنارة من الخدمة، بجانب غياب العمالة المؤهلة والمدربة، وتفاوت أسعار الأعمال الفنية، وعدم وجود تسعيرة موحدة بفواتير تحفظ حقوق مختلف الأطراف.
"اليوم" ذهبت إلى "صناعية الورش" واستمعت إلى آراء وشكاوى مرتادي وقاصدي المدينة، الذين أملوا أن تجد أصواتهم اهتمامًا من المسؤولين من أجل تطوير المنطقة.
ساحات تحولت إلى مكب نفايات
في البداية يقول المواطن زكريا الجاسم لـ"اليوم"، إن صناعية الورش تعد من المواقع المهمة ويقصدها الكثير يوميًا سواء من داخل الأحساء أو من خارجها، لافتا إلى أن ثمة مشاهد تشوه الشكل الحضري، أهمها رمي الأنقاض والمخلفات على الأرض، وكذلك إطارات السيارات والشاحنات الكبيرة، التي حولت بعض الساحات إلى مكب نفايات.
"الجاسم" يضيف: لا يمكن أن تمر على بعض المواقع دون أن تجد مخلفات يكون مشهدها مزعجًا، وتتسبب في تجمّع الكلاب الضالة التي تتخذها مأوى، وأيضًا تكاثر الحشرات.
في نهاية حديثه طالب زكريا بإزالة المخلفات وتكثيف التوعية ووضع اللوحات الإرشادية التوعوية، وبتخصيص مساحة كبيرة لوقوف السيارات والشاحنات، آملًا أن تكون الورش والمحلات فرصة لمنح الأيادي السعودية الفرصة، خصوصًا للشباب من أبناء الوطن من خريجي المعاهد.
حفر عشوائية صيفَا ومستنقعات شتاءً
المواطن فارس السيف يقول لـ"اليوم"، إن عددًا من الشوارع في المدينة الصناعية للورش بالهفوف التي لم تجد نصيبًا من التطوير، وتشكل معاناة كبيرة للأهالي ويصعب العبور منها.
يوضح "السيف"، أن بعض الشوارع تحول إلى حفر عشوائية دون أي طبقة إسفلتية في منظر مشوه يعيق حركة السكان، خاصة في فصل الشتاء مع هطول الأمطار وتحولها إلى مستنقعات وبرك مائية، ما يتطلب إيجاد مشروعات لتصريف المياه التي تتراكم سنويًا.
أعمدة إنارة تالفة
المواطن محمد السهلي لـ"اليوم" يقول إنه حينما تمر على عدد من الشوارع بصناعية الورش تشاهد على الأرض عددًا من أعمدة الكهرباء التالفة التي تتوسط الطريق في مشهد غريب، دون إزالتها، ما يؤدي إلى خطورة بالغة في حال وجود الكهرباء أو حتى على السيارات أثناء العبور عليها.
يوضح أنه أيضًا توجد بعض أعمدة الإشارات الضوئية على الأرض تحتاج للرفع، وبعض الأعمدة الخشبية في بعض الساحات، مطالبا بوجود مطبات إصطناعية وزيادة الإشارات الضوئية عند التقاطعات المهمة والخطيرة للحد من السرعة، حفاظًا على سلامة الجميع، بالإضافة إلى التوسع في أعمال التشجير بالشوارع نظرًا لأهمية المدينة الصناعية للورش.
لا حدائق.. ولا مراحيض عمومية!
قال المواطن صادق العلي لـ"اليوم" إنه رغم المساحة الكبيرة لصناعية الورش وأهميتها إلا أنه مع الآسف تفتقد لوجود دورات المياه، مطالبًا بوجود عدد مناسب من المراحيض العمومية موزعة على مواقع مختلفة من أجل خدمة قاصدي المدينة.
يتمنى "العلي"، وجود حديقة ومسطحات خضراء ومقاعد للجلوس وممشى وبعض الملاعب لخدمة الجميع من مرتادي الورش، وكذلك للمقيمين الموجودين داخل الصناعية.
احذر.. منطقة كلاب ضالة
قال محمد عبد الله، العامل في إحدى الورش لـ"اليوم": نعاني كثيرًا من انتشار الكلاب الضالة التي تحولت إلى قطعان تتسبب في قلق الجميع من التعرض للهجوم منها.
روي "عبد الله" حادثة تعرضه لهجوم من كلب في وقت سابق وكيفية تخلصه منه، مشيرا إلى التوقيت الأصعب والأخطر أثناء الليل أو وقت الفجر لأداء الصلاة.
يقول العامل في إحدى الورش: عند خروجنا ليلًا نحرص على حمل أي شيء من أجل تخويف الكلاب أثناء هجومها.
في المقابل، روى أحد أصحاب الورش، أن أحد العمال في الورشة تعرض هو الآخر للعض، ما استدعى أخذ العلاجات اللازمة، مطالبا بأهمية إيجاد الحلول المناسبة للقضاء على الكلاب الضالة.
#صحيفة_اليوم | #الشرقية_اليوم
حفر #الشوارع تحاصر «#صناعية_الورش» في #العيون https://t.co/1IzMEd9Tcm pic.twitter.com/4uA5JZYnEU— صحيفة اليوم (@alyaum) March 12, 2019
أمانة الأحساء: إعادة تأهيل وسفلتة بعض الطرق
«اليوم» حملت شكاوى سكان المدينة الصناعية للورش بالهفوف إلى المتحدث الرسمي لأمانة الأحساء خالد بووشل.
"بووشل" قال إن الأمانة عملت أخيرًا على إعادة تأهيل بعض الطرق والأرصفة، بالإضافة إلى التوسع في سفلتة الطرق الجديدة.
المتحدث الرسمي لأمانة الأحساء أضاف أنه يجري العمل حسب الخطة الاستراتيجية لرفع كفاءة الطرق.
