بين «الإهمال والعشوائية» وتدني مستوى المرافق الأساسية «النظافة والمياه والصرف الصحي والسفلتة والإنارة»، تقبع المناطق والمدن الصناعية في محافظات المنطقة الشرقية.
وتنتشر العشوائية بهذه المناطق نتيجة السيارات الثقيلة «الشاحنات»، بجانب السيارات الخفيفة، وتدني حالة الشوارع وانتشار مستنقعات الصرف الصحي، وخروج أعمدة الإنارة من الخدمة.
ويشكل غياب العمالة المؤهلة والمدربة، وتفاوت أسعار الأعمال الفنية، وعدم وجود تسعيرة موحدة بفواتير تحفظ حقوق مختلف الأطراف أسبابًا أخرى.
وطالب عدد من المترددين على صناعيتي الخضرية ودلة في الدمام، بتكثيف المراقبة والحملات التفتيشية من قبل الجهات المعنية لرصد المخالفات، التي أصبحت تشوه المشهد الحضري بجانب الفوضى المرورية.
وكذلك منع تكدس السيارات المهملة والصهاريج أمام الورش، وضرورة تحسين المداخل الرئيسية، ورصف الشوارع وتسوير الأراضي الفضاء من قبل ملاكها، ومعاقبة الورش التي تسبب الاختناق المروري.
عشوائية وفوضى مرورية
قال المواطن محمد الشهراني: إن صناعية الخضرية بحاجة إلى ترتيب وإعادة هيكلة الورش العشوائية، متسائلًا عن عدم وجود تصاميم هندسية جديدة لتحسين المشهد الحضري، وفق معايير ذات جودة عالية تسهم في خدمة العملاء والارتقاء بهذا المجال.
وأشار إلى أن الوضع الحالي أشبه ما يكون بالعشوائية وفوضى مرورية، وضيق في الشوارع؛ بسبب كثافة الإقبال على ورش إصلاح السيارات، وتكدس السيارات؛ مما يسبب في اختناقات السير.
وأضاف أن الصناعية بحاجة إلى تطوير المداخل الرئيسية والمخارج، وإنارة الشوارع التي لا توجد بها كهرباء.
الحد من التلاعب والغش التجاري
أوضح المواطن حسن الزهراني أن ما يحدث في صناعية الخضرية هو تشوُّه بصري، وتكدس للسيارات المهملة، سواء على الشوارع أو أمام الورش، بالإضافة إلى الأراضي الفضاء.
وينبغي على أصحاب الأراضي الفضاء تطويرها أو تسويرها، بعد أن أصبحت مأوى للسيارات المهملة والمخلفات؛ ما أدى إلى تشويه المنظر، وجودة الحياة.
وأضاف إنه يجب على الجهات الرسمية مراقبة ما يجري داخل ورش السيارات، والأدوات المستخدمة في إصلاح السيارات، بالإضافة إلى الحد من التلاعب والغش التجاري، وضمان حقوق الأطراف المعنية حتى لا يقع المواطن ضحية التلاعب والغش التجاري، ومراقبة جودة الخدمات المقدَّمة من الورش.
إلزام الورش بتوفير مواقف للسيارات
ذكر المواطن خالد الغامدي أن الورش استغلت الشوارع، التي هي في الأصل حق الطريق، وحركة السير؛ ما تسبب في تكدس المركبات أمام محلات ورش.
وأدى إلى ضيق شبكة طرق المؤدية داخل الصناعية، وبالتالي زحام وتداخل للسيارات على بعضها في التقاطعات والطرق المؤدية لورش الصيانة، مشيرًا لعدم وجود أرصفة بالشوارع، أو مواقف للسيارات المتعطلة.
ولفت إلى أهمية إلزام الورش بإيجاد مواقف للسيارات التي تقوم بإصلاحها، وبالتالي تخفيف الازدحام المروري وانتظام حركة السير.
استغلال بأيدي عمالة غير ماهرة
قال المواطن يحيى القحطاني إن مشكلة صناعية الخضرية تقع بين ثلاث جهات هي: ملاك المخطط، والبلدية، وزارة الصناعة، فملاك المخطط للأسف لم يُسهموا في تحسين وتطوير البنية التحتية والأساسية للمخطط من الأساس.
ولا توجد منهم مبادرات تخدم مصالح المستثمرين والمستهلكين، أما الجهات المعنية فهناك ضعف في المراقبة، وعدم الربط بينها في تطبيق اشتراطات السلامة، وضمان الجودة الشاملة لإيقاف التلاعب والغش التجاري.
وأسهم بشكل سلبي في أداء السوق، وانتشار استغلال السوق بأيدي عمالة غير ماهرة، وبالتالي تضرر كثير من السيارات، مؤكدًا أن التعاون بين تلك الجهات المعنية سيضمن أداءً فعَّالًا وضمانًا لحقوق جميع الأطراف.
تجاوز الشاحنات وتهالك الأسفلت
أشار المواطن أحمد العتيبي إلى كثرة الحوادث في شارع عمر بن الخطاب، تقاطع الملك عبد العزيز بصناعية دلة؛ نتيجة تجاوز الشاحنات، وعدم تنظيم السير، بالإضافة إلى تهالك الأسفلت، واقترح إغلاق التقاطع بالكامل مع تجديد الأسفلت.
عمالة سائبة وسكراب
أشار المواطن إبراهيم المحامض إلى أنه يسكن في حي قريب من صناعية دلة، التي تتوسط أحياء مثل النابية والنور وضاحية الملك فهد، وتعتبر في حاضرة الدمام من الشمال والجنوب والغرب والشرق.
وهذه الصناعية تضم عمالة سائبة، ومحلات سكراب ومستودعات، ومحلات تصليح للشاحنات غير مرخصة، وكذا شاحنات تملكها عمالة خاصة، وشاحنات الترانزيت، وكلها مخالفة للقوانين وقواعد النقل العام.
وتسبب ذعرًا للأهالي وقاطني الأحياء على امتداد طريق الملك عبد العزيز مع مدخل صناعية دلة.
الكلاب الضالة وتصريف الأمطار
قال المواطن فيصل الدوسري: إن الشوارع في صناعية دلة بالدمام سيئة ورديئة ومكسّرة، وكلها حُفر، والسيارات تتكسر إذا مررت بها خاصة أوقات الأمطار.
فكل الشوارع تغرق، ولا تدري أين الحفرة؛ مما يزيد الضرر على السيارات بجانب المخلفات والكلاب الضالة.
وأشار إلى أن شوارع صناعية دلة الداخلية تحتاج إلى صيانة بالكامل غير الطرق الأساسية، سواء من جهة أبو حدرية أو جهة الضغط العالي.
وذكر أن الحلول، من وجهة نظره، تتمثل في صيانة شاملة لشوارعها الداخلية والخارجية والرئيسية حولها، وكذلك إيجاد حل لتصريف مياه الأمطار والنفايات والكلاب الضالة.
هناجر ومصانع مهجورة ومظلمة
بيَّن المواطن ميثم البراك أن المدن الصناعية أصبحت ملاصقة للأحياء المجاورة، وبات الأمر خطيرًا؛ لا سيما مع وجود الهناجر المهجورة، والنفايات التي تشوّه المكان، وتمثل بؤرة لتجاوز النظام والتخريب.
ويمثل وجود ورش ومصانع مهجورة مظلمة ومكسورة أبوابها أو نوافذها، دعوة لضعاف النفوس للسرقة أو استغلالها كأوكار للجريمة.
وأشار إلى استغلال سائقي الشاحنات المواقع لإيقاف شاحناتهم بشكل عشوائي، أو ركنها لإصلاحها في الشوارع دون رقيب؛ مما يسبب اختناق الطرق.
وطالب بإعادة تخطيط المدينة، ودراسة الاحتياجات من خدمات ومرافق، وإمكانية استغلال المساحات كحدائق عامة أو مجمعات تجارية وسكنية.
أمانة الشرقية: لا خطة حاليا لنقل «الخضرية»
أوضحت أمانة المنطقة الشرقية أنها تعمل على تحسين الطابع العام لصناعية الخضرية من خلال أعمال الصيانة الوقائية المستمرة للطرق، حيث تم إنجاز نسبة كبيرة من مشروع شبكة تصريف مياه الأمطار.
كما أن الأمانة، وعبر الإدارة المختصة، لديها برامج للنظافة والرقابة، من خلال رفع الأنقاض مجهولة المصدر، وتكثيف أعمال النظافة، وتوجيه إشعارات للورش بطلب إزالة السيارات المجاورة لهم، ووضع ملصقات على السيارات التالفة بالإزالة، وفي حال عدم التجاوب يتم حصر المركبات وإحالتها للإدارة المختصة لاتخاذ اللازم.
وفيما يخص نقل صناعية الخضرية إلى خارج حاضرة الدمام، فالمنطقة الصناعية الخضرية تعتبر إحدى المخططات المعتمدة سابقًا كمنطقة صناعات خفيفة؛ لخدمة سكان المدينة ولا توجد خطة حاليًّا لنقلها.
أما المخالفات التي يرتكبها أصحاب ورش السيارات، فتتمثل في تكدس السيارات التالفة بجوار الورش، وممارسة العمل دون ترخيص، واستغلال الطرق في أعمال الورش، وسوء النظافة العامة للموقع.
وأشارت إلى اتخاذ أفضل الطرق لتحسين المشهد الحضري في صناعية الخضرية، ومعالجة التشوهات البصرية، من خلال التنسيق مع الجهات الأمنية، وتطبيق العقوبات بحق المخالفين.
ونبذل الجهود لتحسين واجهات المنشآت، من خلال رصد وإزالة الملوثات البصرية، والعمل على تعديل لوحات المحلات وفق الاشتراطات البلدية، ورفع الأنقاض مجهولة المصدر، ورفع السيارات التالفة، ومعالجة حفر الطرق، وتكثيف أعمال فرق النظافة.
