عند أغلب الشركات وبعض القطاعات مزاولة الموظفين للتجارة حق مشروع لكل من يريد أن يزيد من دخله، أو أن يحسن من وضعه الاقتصادي، بشرط أن يتم التوقيع على وثيقة الإفصاح التي يتعهد من خلالها الموظف على أن ما سيقوم به من مشاريع أو تجارة أو غيره لا تتعارض مع مصلحة عمله، وفي المقابل هذا السماح للموظفين بالشركات محروم منه من يعمل في بعض القطاعات المدنية والعسكرية!
لست بصدد الحديث عن أسباب منع الموظفين من مزاولة التجارة، الذي لم يأت من فراغ، فهناك أسباب خلف هذا المنع، ولكن ربما في وقتنا الحالي يحتاج إعادة دراسة وتقييم، فهل حان الوقت أن تتم مراجعة هذا النظام بحكم التغيرات المتسارعة في بلدنا، حتى لا يضطر الموظفون للتحايل على النظام عن طريق استخدام الزوجات أو الأمهات وغيرهن من أفراد العائلة!
نتيجة للمنع دفع بعض الزوجات الثمن باهضا، وفيما يلي بعض التصرفات الخاطئة التي قادت أو ستقود النساء للسجون، منها استخراج سجلات تجارية تحمل اسم الزوجة والمستفيد من السجل الزوج. عمل توكيل شرعي للزوج أو أحد الأقارب ويتم استغلال التوكيل بطريقة غير إنسانية!!
ومنها كذلك الحصول على قرض من البنك لصالح أحد أفراد الأسرة، ولم يتم السداد وتأجير سجلات تجارية باسم المرأة لعمالة أجنبية، وما أكثر هذه الممارسة، ومن يتجه إلى المناطق الصناعية ومحلات التشليح أو ورش النجارة والألمنيوم يستوقفه كثرة اسماء السيدات على بعض تلك المحلات وربما أغلبهن إن لم يكن جميعهن لا يعلمن شيئا عن تلك المتاجر، دام الأمور ماشية بستر وسلام، وما أن تسير الأمور في الطرق المنحدرة (على قولة قوقل) للإفلاس حتى تبدأ رحلة المعاناة (والمرمطة) ومطالبة أصحاب الحقوق والمستحقات لهؤلاء السيدات، وتبدأ خطواتهن المتثاقلة في التنقل بين ردهات المحاكم، والشرط، ومنهن من صدر بحقهن أحكام بالسجن إن لم يتم سداد المديونيات الخ.. ومنهن من دخلت السجن دون ذنب!
اسألوا المحامين عن قضايا التستر، ومعاناة النساء، وابحثوا حولكم بين الأقارب سوف تصدمكم أعداد القضايا والأحكام بالسجن على نساء مغلوب على أمرهن، غلطتهن الوحيدة أن كتب الله نصيبهن مع أزواج لديهم مغامرات تجارية ويعملون في قطاعات تمنع عليهم ممارسة الأعمال التجارية!
لا يخفى علينا هذا المثل، (القانون لا يحمي المغفلين)، ولكن وضع الزوجات في أغلب حالات التستر لا ينطبق عليهن هذا المثل، فهن لم يكن مغفلات بل مغلوب على أمرهن، ولذا أقترح أن يعاد فتح كل قضية طرفها زوجة مغلوب على أمرها ليتحمل الزوج التداعيات، مهما كانت لترتاح بنات الناس من الهم والغم والمطاردة، ولكم أن تتخيلوا يحكم على إحدى قريباتكم بالسجن نتيجة مشاريع تجارية من بطولة الزوج، كيف سيكون وضعها، وكيف يكون وضعكم!؟
Saleh_hunaitem@