تواصل "قافلة النخيل" مسيرتها، التي تتضمن أمسيات شعرية، يحييها عدد من شعراء الأحساء من 13 إلى 18 نوفمبر، في الطائف ومكة المكرمة وجازان وأبها، بدعم من هيئة الأدب والنشر والترجمة وتنظيم أكاديمية الشعر العربي.
وتعد القافلة الشعرية، الأولى من نوعها في المملكة، وتنظمها الهيئة في عدد من المدن السعودية، بهدف تعزيز الحراك الأدبي المحلي، وتقديم محتوى شعري وإبداعي في عدد من المواقع.
نشر المحتوى الأدبي السعودي بمناطق المملكة
تهدف هيئة الأدب والنشر والترجمة من "قافلة النخيل" إلى المساهمة في نشر المحتوى الأدبي السعودي في عموم مناطق المملكة، وعبر وسيلة شعبية تُخاطب المجتمع المحلي بشكل مباشر، وبتواصل تلقائي على أرض الواقع.
وتتنقل القوافل بين المدن، من أجل نشر الثقافة الأدبية بين الأفراد، على أوسع نطاق، والاحتفاء بالشعر العربي.
قافلة يحرسها النخيل ويحدوها الجمال
عبرت الشاعرة تهاني حسن الصّبيح عن سعادتها بالفاعلية قائلة: ما أجمل أن نجسّد الأحساء في قافلة تحرسها النخيل، ويحدوها الجمال إلى الطائف؛ ابنة الأرض وسيدة الورد ومحراب التأمّل، ويسير هودجي ضمن القافلة وأنا أحمل على عاتقي حب الوطن وحقيقة الانتماء للأرض وذاكرة فيها رائحة الطين التي تشدني للجذر وبداية الاخضرار.
وأضافت: في هذه القافلة التي تدعمها هيئة الأدب والنشر وتشرف عليها أكاديمية الشعر بالطائف، سأعصر من قطاف الغيم، وسنقطفُ من سدرة المجاز ما يطيب لنا من المعاني والصور على مائدة وطن عظيم يؤتي أُكلهُ كلّ حينٍ بإذنِ ربّهِ.
المملكة شمعة مضيئة في عالم الشعر العربي
وذكر الشاعر الدكتور عبد الله الخضير: نحنُ مهووسون بالشعر، من أمّةٍ تتنفّس الشعر، فحينما تنطلق قافلة النخيل من الأحساء تجوب بعض مدن المملكة، وتكونُ هذه المُدن قِبلةً لعدد من شعراء الأحساء المعاصرين، هذا في رأيي تكريمٌ للشعر العربيّ الفصيح، وتتويجٌ لشعراء الأحساء، وتأكيدٌ لمكانة الشعر السامية.
وأضاف: القافة خطوة لتحقيق الحُلم في أن تكون المملكة العربية السعودية شمعة مضيئة في عالم الشعر العربي، ومن أجلِ مدّ جسور التواصل الثقافي بين شعراء المملكة عبر بوابة الشعر.
وتابع: هنا أتذكر أستاذي شاعرنا الكبير نزار قباني حين قال عن القصيدة: " إنّ القصيدة ليست مادّةً منتهية، ليست زمناً ميّتاً. إنّها جسرٌ ممدودٌ على كلّ الأزمنة ".
وبين "الخضير" أن مشروع أكاديمية الشعر العربي برئاسة مديرها المستشار رئيس مجلس الأمناء د. منصور بن محمد بن مريسي، أساسه هو التفكير في الأجيال الشعريّة القادمة في كتابة الشعر، وتعلّم مبادئه، وتدارسه معنى ومبنى وعَرُوضا. فالأكاديميّة تزرع ورود الشعر تحت جلود محبّيه، فتتكوّن منها خلاياهم وأنسجتهم الشعريّة، وما خروجنا نحنُ شعراءَ الأحساء عن حدود المحافظة/ الأحساء في قافلة النخيل إلاّ دليلٌ أنّنا نعيش حالة الشعر التي تشبهُنا، فنحنُ تفاعليّون لا نطيق أن تقيّدنا الحدود.
أهمية العنصر الشعري النسائي في القافلة
وأبان الشاعر جاسم الصحيح، أن فكرة القوافل الشعرية، تمنح الفرصة لكل محافظة، أن تقدم شريحة من شعرائها إلى بقية المحافظات والمدن.
وأضاف أن عدد الشعراء والشاعرات في الأحساء كثير جدا، وجميعهم مبدعون ومؤهلون للانضمام إلى هذه القافلة المباركة.
وتابع أنه إذا كانت أكاديمية الشعر قد اختارت 7 من الشعراء والشاعرات لهذه الفعالية، فلا شك أن الأكاديمية قد وضعت البقية على منظار الاختيار للفعاليات القادمة.
وأعرب "الصحيح" عن سعادته البالغة، بانضمامه إلى هذه النخبة الرائعة، ووجود العنصر الشعري النسائي في القافلة، لأنّنا من دونهنّ لا نستطيع أن نرسم صورة كاملة للشعر في محافظة الأحساء، وإنما ستكون الصورة مبتورة.
أكواب الحب على فتيل القصائد
وقال الشاعر جاسم عساكر: ماذا يعني أن تدعى بمعية وفد من شعراء الطليعة في الأحساء لإحياء أمسية؟ يعني أن تحلق في ذلك السرب بأجنحة ذات رفيف مستمر، للوصول بلهفة أسرع إلى حيث مقر الأمسية، أن تحمل بعض أريج البساتين في هجر النخيل وتعتقه في عروقك لتنشره في آفاق "الطائف"، حتى يمتزج برائحة الورد الساكن في فؤادها والنابت على أطراف مفاتنها والذي تفصل له الغيوم فساتين وأوشحة ذات بهجة وانشراح.
وأضاف: كلي سعادة بهذه الدعوة التي تأتي لتشد أواصر الأدب بين المناطق، عبر التنقل بين عدة مدن سعودية غالية فمن الطائف حتى مكة مرورا بأبها فجيزان "الفل والكادي"، حيث نلتقي بأصدقائنا في كل مدينة ونحتسي معهم أكواب الحب على فتيل القصائد في السمر الطويل.
الرهان على الثقافة لا يخيب
أشارت الشاعرة حوراء الهميلي إلأى أن أكاديمية الشعر العربي تثبت لنا في كل مرة، أن الرهان على الثقافة هو رهان لا يخيب أبدًا، وأن الشعر هو الحبل المتين الذي يربط فيما بيننا مُؤَصِّلًا وجودنا الإنساني.
وقالت إن الشعر هو شجرتنا الكونية التي نستطيب بثمارها وبنعماها، وهو دعوتنا المجابة في رحم الغيب، يا للشعر وهويمنحنا كل هذا!
إعادة كتابة المشهد الشعري
أشاد الشاعر ناجي حرابة بهذه القافلة التي تنظمها الأكاديمية والهيئة بما يعيد كتابة المشهد الشعري على الوزن الحر، بإقامة مثل هذه الفاعليات.
وقال إن إطلاق قوافل شعراء تجوب الوطن كله من أقصاه إلى أقصاه حاملة قصائد تفيض بالحب والوطني والإنسان والأحلام، يعني ذلك السعي إلى "شعرنة حياتنا"، أو جعل الشعر من ضرورات حياتنا التي تزدهر بجمال الفنون والآداب، ولعلنا نشهد هذه القوافل وقد نشرت أجنحتها على خارطة الدول العربية أيضًا.