[email protected]
أصبح فضاء إنتاج المدونات الصوتية المعروف اختصارًا بـ «البودكاست»، يشهد نموًا وتطورًا متسارعًا بين أنماط ومسارات الإعلام الرقمي الجديد، مدعومًا بما يُوفّره من مزايا المعرفة والترفيه وتعزيز السلوك الإيجابي وكذلك خصائص المرونة وتنوّع المحتوى وحميمية التواصل، حيث يمكن استهلاك «البودكاست» في أي وقت ومكان، فضلًا عما يوفّره من فرصة البقاء على اِطلاع دائم وتعلُّم شيء جديد.
وعلى الرغم من أن صناعة وإنتاج «البودكاست» ما زالت في بدايات طريقها في السعودية، مقارنة بحجم استهلاكه محليًا، وأسوة بضخامة المحتوى البصري وإنتاجات المحتوى الإلكتروني السعودي مثل مقاطع «اليوتيوب» واستخدامات وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن مزايا «البودكاست» وخصائصه الخاصة وشعبيته المتنامية وتنافس الشركات العملاقة للسيطرة على سوقه وتصاعد دوره في جذب انتباه الشركات الإعلامية، تجعل منه مجالًا إبداعيًا خصبًا وسوقًا واعدة وفرصة سانحة للموهوبين من شبابنا السعودي.
وإذا كانت الإحصائيات المتوافرة، تبيّن أن الحصة الأكبر في «البودكاست» تذهب للبرامج الاجتماعية والحوارية يليها التعليم والثقافة ثم البرامج الشخصية، تبدو فرص شبابنا كبيرة وواعدة في هذا المجال، إذ نمتلك في المملكة تاريخا ثقافيًا وتراثيًا شفهيًا ثريًا وكبيرًا، لذا سيكون على المواهب الشابة اقتناص الفرصة لدخول عالم «البودكاست» للإسهام في تقديم تجارب نوعية وإضافات جديدة تدعم هويتنا الوطنية وتُبرز منتجات الاقتصاد الرقمي والإبداعي، وتنشر المعرفة، وتعزز الوعي وتروي قصص النجاح.
والواقع أن التطورات التقنية المُهمة والمُتسارعة ساعدت كثيرًا على انتشار «البودكاست»، وكذلك اهتمام وسائل الإعلام الكبرى بتجاربه، وهو ما دعم نمو أعداد مستمعي «البودكاست» عالميًا وكذلك ازدياد أعداد المدونات الصوتية الجديدة، حيث توقعت دراسة عالمية متخصصة أن يصل عدد مستمعي «البودكاست» عالميًا إلى 424 مليونًا بنهاية هذا العام، وأن يصل عددهم لأكثر من ملياري مستمع بنهاية عام 2025.
وإزاء هذا الزخم والتطوّر اللافت والتوجه العالمي الناشئ الذي يشهده فضاء «البودكاست»، تبرز مجالات من فرص العمل والإبداع لشبابنا السعودي لتحقيق ذاتهم والمساهمة في دعم مجتمعهم من خلال «البودكاست» ودخول مسارات جديدة في التقنية وصناعة الأفكار وكتابة المحتوى والإنتاج والصوت وغيرها، مدعومين بالقاعدة الذهبية القائلة: افهم جمهورك المستهدف، وادرس منافسيك بعناية، وقدّم محتوى أصليا هادفا ومُبتكرا لا يمتلكه أي شخص آخر سواك.