بكتابتي عن المشاعر أتحدى نفسي وقدراتي، لا حروف تصقل المشاعر بعينها، المشاعر تُجرب، لا تُسمع، ولا تُقرأ، مجرد محاولات عقيمة لأُسلي نفسي، ربما.
ها أنا ذا، أصابعي تحوم فوق لوحة المفاتيح وتداعبها كلوحِ بيانو شجي، أكره عجز الكتابة، هذا ما جعلني كاتبة كسولة، ولكني أؤمن أن كل عجز يولد شيئاً عظيماً في آخره، كزكريا بعدما أنجب يحيى للبشرية.
قعبور الكتابة يأتي إلي في الثالثة فجراً لأكتب أسطراً عن مشاعر هجرتها منذ زمن، هجرتها مثلما هجرني النوم منذ أشهر، رحبت بغيرها مثلما رحبت بنوبات هلعٍ ظننت أنني أصغر منها، لا أحد صغير على شيء وإن كان كذلك لكان الموت يقطف الكبار فقط.
يقول قعبوري: «اكتبي لتنسِي» لا أحد ينسى يا قعبوري، نحن نتناسى وهذا أصعب، التناسي يحتاج لشجاعة، قوة، لنرمم الذكريات، وترميم الذكريات يؤدي إلى ترميم الذات، وما أجمل من ترميم الذات، أن تجعلها تفخر بما كنت مستاء منه بالأمس، أن تجعلها تضحك على ما كنت تبكي عليه بالأمس. ترميم الذات، مرونتها، فهمها، كل شيء يأتي بعد ذلك، فهي الأَوْلى والأهم، ويترتب عليها حياتك بأكملها، فمن لا يرمم ذاته، كمن لم يغير خزانة ملابسه منذ ولد، اصنع مساحة لذكريات جميلة جديدة، لا تكتف بالماضي، فحاضرك ماضي مستقبلك، اصنع معروفا لنفسك واجعلها تتذكر أجمل الذكريات عندما تنطفئ لا العكس، اجعل ذكرياتك هي الشعلة لنفسك، لا تهدِ نفسك ترابا حين انطفائك، حافظ على شعلتك متوهجة، حارقة، قوية، وزدها حطبا كلما اقتربت لترمد قبل أن يصبح كلاكما رمادا.
سأرمم نفسي، بجعلها لا تنكسر، لا تكتئب، تنسى ماهية النوبات، وشعلتي سيرى من في القمر لظاها وكلي أمل بذلك، فأنا كما قال العراقي: «لا اليأسُ ثوبي ولا الأحزانُ تكسرني جرحي عنيد بلسع النار يلتئمُ، اشرب دموعك واجرع مرها عسلا، يغزو الشموع حريق وهي تبتسمُ»
@Lafyyyyyyyy