يعجبني أولئك الذين يحدثون بصمة وأثرا في أماكنهم ومناصبهم ويصنعون حراكا يشعر به الجميع ويلاحظونه، فكل الذين يحبون الظل يصيبهم ركود وجمود وتبلد، فلا شيء يحرك الساكن أو يذيب المتجمد.
كل قصص الإنجاز تبدأ بخطوة وتنتهي بتتويج ونجاح، ولكن الأهم أن نمسك بالخيط الأول الذي يقودنا لذلك.
ولا أعلم كيف هي قناعة الراكدين؟ وما زلت لا أفهم كيف تكتفي بالفرجة ويمر يومك وأنت لم تحقق الجديد والمختلف في منظومتك؟
قد يختلف مستوى الطموح لكنه لا ينعدم، وقد تكون هناك مبررات لكن ليس هناك مستحيلات.
يفرض الذين يصنعون التغير احترامهم علينا ونجزم أنهم ملهمون لنا ويجدون منا التمجيد الحقيقي لكل أفعالهم، فهذه وقائع لا تحجب، فالعمل وحده هو من يقيم فاعلية كل موظف ومسؤول وصاحب قرار.
الانكماش غير محبب، والانطوائية الوظيفية مكروهة، والتقتير في العطاء الفطري منبوذ، فنحن نتاج واقعي لثقة الآخرين بنا ورغبتهم في أن يكون لكل منا قرار وتأثير وجهد وعمل.
يعتذر أو يترك أو يرحل من كان على الكرسي أو في موقع المسؤولية، لكنه لا ينسى ولا يجحد، فالناس لا تنسى من يوجد لهم التغيير الحقيقي، فتجدهم ممتنين له في أقوالهم وأفعالهم وحتى في انطباعاتهم العادية أو مشاعرهم التي تكون عادة جياشة ومفعمة بالحب.
عملت في عدة قرى لا يزال أهلها يذكرون بالثناء والعرفان والشكر مدراء مدارسهم السابقين الذين امضوا بها أكثر من 25 عاماً، رغم أنهم من مدن وقرى أخرى، ولكنهم في كل زيارة أو مناسبة يذكرونهم بالخير.
التاريخ جاهز ليكتب حقائق الرجال الذين يفعلون ويتفانون، وليس الذين يقبلون بالانزواء خلف حجة أن الصيت يكلفك أعباء ويسلط الأضواء عليك، فتلك حجة المتقاعس البليد الذي لا يريد أن يعمل.
هناك قناعات واهية ولكنها مترسبة داخل شعور بعضهم ومكنونات أنفسهم. إن الذين يتفانون لا يجدون جزاء لعملهم هذا، الذين يعملون سيكونون تحت المجهر وتحت مراقبة الآخرين وعين المسؤول دائماً وهذا غير صحيح، فنحن ما زلنا نمجد القناعات الوهمية، بل ونثبتها ونجزم بصحتها.
samialjasim1