@shlash2020
من الطبيعي أن يكون للمسؤول فريق يعمل معه، ونجاح المسؤول هو بحسن اختيار فريقه، ومرونته من خلال إضافة من يستحق عند وجوده، وليس الجمود على أشخاص محددين يرتاح لهم المسؤول.
ومن وفق لأن يكون ضمن فريق المسؤول فتتاح له الفرصة للعطاء والإبداع، يجب أن يحرص على أن يكون قدر الثقة، وقد قدم عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه وصفة مميزة لأعضاء الفريق ذكرها الإمام أحمد بن حنبل في كتابه فضائل الصحابة، فروى الشعبي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قَالَ لِي أَبِي: يا بني إني أرى أمير المؤمنين – عمر بن الخطاب رضي الله عنه- يقربك ويخلو بك ويستشيرك مع ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاحفظ عني ثلاثاً: لا تُفشين له سراً، ولا يُجربنّ عليك كذبة، ولا تغتابنّ عنده أحداً. قال الشعبي: فقلت لابن عباس: يا أبا عباس كل واحدة خيرٌ من ألف. قال: نعم ومن عشرة آلاف.
كم أتمنى أن يكون ما أوصى به العباس رضي الله عنه شروطاً أساسية في بناء كل فريق والانضمام إليه والبقاء فيه:
المحافظة على الأسرار، وفي التعامل مع أخبار مؤسساتنا اليوم من موظفيها طرفان: طرف يجعل كل خبر سراً حتى ولو لم يكن كذلك، وبالتالي يعيش غامضاً ومخيفاً لمن حوله، وقد يستمتع بذلك، وطرف لا يدع قريباً ولا بعيداً إلا نقل إليه الأخبار وهو يقول: أرجو ألا تخبر أحداً! وكلا طرفي الأمور ذميم.
والبعد عن التزوير والكذب، فالكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وبالتالي فالفشل هو النتيجة المنطقية للكذاب وللفريق الذي يتواجد فيه، ومع هذا -مع شديد الأسف- يسعى البعض لوضع الكذاب في فريقه لأنه يخدره بالكلام والإحصائيات غير الصحيحة، فيعيش الجميع في الأحلام الكاذبة ويستيقظون على الكارثة.
والبعد عن الغيبة، وبالتالي لا يجب أن يكون ذلك العضو المتخصص في القدح في زملائه وإيغار الصدور عليهم بالكذب أو بسوء الظن عضواً في الفريق، ومن كان صادقاً ويريد الإصلاح فلا يغتب بل ينصح.
لابد من العناية بفرقنا، فدورها محوري، وبالتالي لابد من مراجعة الفريق بصورة دورية، من طبق وصية العباس بقي، ومن لم يطبق فالسلامة منه لا يعدلها شيء.