أكدت وكالة الطاقة الدولية، أن التحولات في مجال الطاقة ستوفر الملايين من فرص العمل في قطاع الطاقة النظيفة، وإن لم يكن بالضرورة في نفس أماكن وظائف الفحم المفقودة.
كما أشارت إلى أنه من الممكن أن تكون المهارات المطلوبة في كثير من الحالات مختلفة، في حين أنه من غير المرجح أن يستوعب جميع فرص العمل المفقودة في قطاع الفحم، فإن تعدين المعادن الحيوية يمكن أن يوفر فرصًا صناعية ومصادر إيرادات جديدة للشركات والمجتمعات، التي تعتمد حتى الآن على الفحم.
جاء ذلك خلال تقرير جديد لوكالة الطاقة الدولية، الذي دعا العالم إلى التحرك بسرعة للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الفحم بشكل كبير، من أجل تجنب الآثار الشديدة الناجمة عن تغير المناخ.
سرعة التمويل لبدائل الطاقة النظيفة للفحم
كما طالب التقرير باتخاذ إجراءات فورية في مجال السياسات لتعبئة التمويل الهائل بسرعة لبدائل الطاقة النظيفة للفحم، وضمان انتقالات آمنة وميسورة التكلفة وعادلة، خاصة في الاقتصادات الناشئة والنامية.
ونوه التقرير بالتحليل الأكثر شمولًا حتى الآن لما يتطلبه الأمر لخفض انبعاثات الفحم العالمية بسرعة كافية؛ لتحقيق أهداف المناخ الدولية، مع دعم أمن الطاقة والنمو الاقتصادي، ومعالجة العواقب الاجتماعية والعمالة للتغيرات المعنية.
بيان قمة #مبادرة_الشرق_الأوسط_الأخضر: التأكيد على دعم الجهود الرامية لتخفيف الانبعاثات في منطقة الشرق الأوسط وخارجها من خلال توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم ثنائية ومتعددة الأطراف في مجال الطاقة النظيفة#اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) November 7, 2022
ويشمل ذلك الآثار الرئيسية المترتبة على قطاع الفحم للانتقال إلى صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050، مما سيتيح للعالم فرصة متساوية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى العتبة الحرجة البالغة 1.5 درجة مئوية.
9 آلاف محطة توليد طاقة بالفحم
وأكد التقرير أنه توجد اليوم حوالي 9 آلاف محطة لتوليد الطاقة تعمل بالفحم في جميع أنحاء العالم، وهو ما يمثل 2 جيجاوات من الطاقة الإنتاجية، ويختلف عمرها اختلافًا كبيرًا حسب المنطقة، من متوسط يزيد على 40 عاما في الولايات المتحدة إلى أقل من 15 عامًا في الاقتصادات النامية بآسيا.
وبالمثل، فإن المنشآت الصناعية التي تستخدم الفحم طويلة العمر، إذ من المقرر اتخاذ قرارات استثمارية هذا العقد من شأنها، إلى حد كبير، أن تشكل توقعات استخدام الفحم في الصناعات الثقيلة لعقود قادمة.
يظهر التحليل الجديد في التقرير الخاص، الذي يعد جزءًا من سلسلة توقعات الطاقة العالمية، أن الغالبية العظمى من الاستهلاك العالمي الحالي للفحم تحدث في البلدان، التي تعهدت بتحقيق صافي انبعاثات صفرية.
ومع ذلك، بعيدًا عن الانخفاض، استقر الطلب العالمي على الفحم عند مستويات قياسية قريبة خلال العقد الماضي، وإذا لم يتم فعل أي شيء، فإن الانبعاثات من أصول الفحم الحالية، في حد ذاتها، ستقلب العالم عبر حد 1.5 درجة مئوية.
وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول: «يحدث أكثر من 95% من استهلاك الفحم بالعالم في البلدان، التي التزمت بخفض انبعاثاتها إلى الصفر الصافي».
الفحم أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون
كما أوضح بيرول «ولكن في حين أن هناك زخمًا مشجعًا نحو توسيع نطاق الطاقة النظيفة في استجابات العديد من الحكومات السياسية لأزمة الطاقة الحالية، فإن المشكلة الرئيسية التي لم تحل هي كيفية التعامل مع الكم الهائل من أصول الفحم الحالية في جميع أنحاء العالم».
وأضاف بيرول: «الفحم هو أكبر مصدر منفرد لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الطاقة وأكبر مصدر منفرد لتوليد الكهرباء في جميع أنحاء العالم، مما يسلط الضوء على الضرر، الذي يلحقه بمناخنا والتحدي الكبير المتمثل في استبداله بسرعة مع ضمان أمن الطاقة»، و«يحدد تقريرنا الجديد الخيارات الممكنة المتاحة للحكومات للتغلب على هذا التحدي الحاسم بتكلفة معقولة وعادلة».
وتابع: «كل مسار مستقبلي لقطاع الطاقة العالمي يتجنب الآثار الشديدة الناجمة عن تغير المناخ ينطوي على تخفيضات مبكرة وكبيرة في الانبعاثات المتعلقة بالفحم».
ويوضح التقرير أنه لا يوجد نهج واحد لخفض انبعاثات الفحم، ويسلط مؤشر التعرض الجديد لانتقال الفحم التابع لوكالة الطاقة الدولية الضوء على البلدان التي تكون فيها الاعتماد على الفحم مرتفعًا.