استخدم القدماء أساليب كثيرة للتداوي ومن ضمنها السموم المستخرجة من الطبيعة أو الحيوانات سواء كأمصال للوقاية أو كعلاج للتخفيف من الآلام وعلاج الأمراض، وسمي ذلك في زماننا بالطب التقليدي.
قدماء المصريين والصينيين والهنود استخدموا مستخرجات أكثر من 36 نوعًا من الحيوانات، من الأفاعي والعناكب والعقارب والحلزون المخروطي وغيرها من الزواحف والحيوانات والنباتات السمامة، وإن كان بعضها لم يُثبت علميًا كما تسببت معتقداتهم في انقراض بعض الحيوانات.
وهناك اتهام بأن بعض تلك الحيوانات تسببت في انتشار بعض الأمراض والأوبئة، مثل ما حدث مع آكل النمل الحرشفي، الذي اتهم بأنه مصدر فيروس كورونا، وإن اختلف الأمر كثيرًا الآن، إذ أصبحت الاستفادة من الخصائص العلاجية للمكونات المستخرجة من الحيوانات البرية بطريقة آمنة عن طريق التقنيات العلمية أمرًا ممكنًا وفعالًا.
دواء من سم الحلزون المخروطي والسحالي
بعد تجارب مضنية وطويلة تمكن العلماء من تطوير عقارات مستخلصة من لعاب سحلية وحش غيلا السامة، وتحديدًا مادة إينيكساتيد، التي ساعدت بشكل كبير في علاج النوع الثاني من داء السكري.
كما استخرج الزيكونيتيد من سموم الحلزون المخروطي، وساعد ذلك أيضًا في علاج العديد من الآلام المزمنة.
أدوية مستخرجة من سم الأفاعي
وعندما ننظر إلى أي صيدلية طبية يمكننا أن نشاهد صورة الثعبان ملتفًا حول وعاء ويبخ سمه فيه وهو أمر ليس مستغربًا، إذ لسموم الأفاعي والثعابين باع كبير في معالجة الأمراض، فعقار إبتيفيباتيد تم تصنيعه على غرار سم "أفعى الجرس" المستقرة في جنوب شرقي الولايات المتحدة، ويساعد بشكل كبير في علاج الأزمات القلبية.
فيما يعالج عقار باتروكسوبين المستخرج من أفعى الحفر، التي تستوطن أمريكا الجنوبية العديد من إضرابات الدم النزفية.
استخراج علاج من سموم العقارب
استطاعت سموم عقارب ديث ستوكر من المساهمة في شفاء الكثير من الأمراض السرطانية، ولكن هذه المرة ليس كعلاج أو مصل، وإنما كمساعد للكشف عن الأورام السرطانية الصغيرة، التي تستعصي رؤيتها بالتصوير بالرنين المغناطيسي.
فيما استخرجت المادة المستخدمة في علاج السكتة الدماغية "إتش أي 1 إيه" من سم العناكب قمعية الشبكة الأسترالية، التي تضم 3000 جزئ، بعد أبحاث طويلة أظهرت أن تناول المريض لهذا العلاج بعد 4 ساعات من الإصابة بالسكتة، قد يمنع 90% من الضرر الناجم عن السكتة الدماغية، ولا يكاد هذا السم يسبب آثارًا جانبية للمصاب.