ليس جديدًا في ساحتنا الفنية هذا التسارع في الحضور والمشاركة، وإقامة المعارض المشتركة والجماعية والفردية، والأمر الجديد هو التحرك لأجل بعض العوائد وأهمها المادية.
مستوى المعرض والاختيار له ليس الأهم، وبالتالي نرى معارض متواضعة ومستويات مبتدئة، وتقييمًا فنيًّا لا يرقى إلى أي معرفة فنية حقيقية تضيف بمعرض أو تجربة، والأمثلة كثيرة تتبناها بعض القاعات أو الأسماء، وأحيانًا نتائج ورش ولقاءات فنية مدفوعة الثمن.
كانت مدينة جدة، وفي فترات سابقة، منطلقًا لمعارض مبتدئين ومبتدئات، وكنا نرى أعمالًا بالمئات في بعض المعارض، وكنا نتفاءل بأن بين المعروض مستويات مبشِّرة، وتدعو للتفاؤل، وهو ما يحدث بالفعل، لكن أن ترى معرضًا كاملًا لا تجد فيه عملًا فنيًّا واحدًا لافتًا، فهذا تأكيد على أن الهدف ليس الفن، بل التكسب من الفن.
والهواة والمبتدئون من الجنسين طبعًا يبحثون عن مناسبات وقنوات تقدم أعمالهم للناس، فتكون مثل تلك التنسيقات وتولي مهام التنظيم فرصتهم الوحيدة، فبعض القاعات تقبل أحيانًا استضافة معارض بأي مستوى، بشرط أن يتكفل صاحب الأعمال بالاستئجار اليومي، وهي عوائد تُسهم في تكاليف القاعة، وهو سلوك أيضًا بدت بعض الجهات في التوجه إليه بعيدًا عن المستوى لتسيير حال أنشطتها، ولو كان العائد متواضعًا وبسيطًا.
التشجيع مطلوب بلا شك، ودعم الهواة والموهوبين ضرورة، ولكن يُقدّمون وفق هذه التسمية والوصف، لا باسم الفن والفنانين، فالكلمة أصبحت مشاعة، ولكل مَن يرى في نفسه أو ترى في نفسها فنانة، وهذا يعني ألا تقييم فنيًّا يرسم ملامح الساحة، ويعني أيضًا عشوائية أو ارتجالًا متعمدًا بغرض الكسب فقط، وليس من أجل الفن ومسيرة الفن، طبعًا هذا الأمر يندرج على بعض ما يُعرض مما يسمى الفنون المعاصرة، فأي فكرة منقولة أو مستعادة يمكن تنفيذها ما دامت المناسبة محلية.
[email protected]