تأتي مواجهة هولندا والسنغال ضمن أبرز الأحداث المنتظرة في الجولة الأولى من دور المجموعات لبطولة كأس العالم 2022 في قطر.
رحلة السنغال في مونديال قطر
يطلق رجال أليو سيسيه مدرب السنغال حملتهم في قطر بصفة أبطال إفريقيا، وهو اللقب القاري الأوّل في تاريخ البلاد، في حين التحقوا بركب المنتخبات المتأهلة إلى النهائيات للمرة الثالثة في تاريخهم عبر الملحق الإفريقي بالفوز على مصر (صفر-1 و1-صفر ثم 3-1 بركلات الترجيح)، حالمين بتكرار انجاز 2002 عندما بلغوا ربع النهائي.
غير انهم سيفتقدون في الملاعب القطرية نجمهم الأول ساديو ماني بسبب الإصابة أفضل لاعب في القارة السمراء وثاني أفضل اللاعبين في جائزة الكرة الذهبية ومسجل ركلتين ترجيحيتين حاسمتين في الفوزين القاري والعالمي.
تلقت السنغال ضربة موجعة عقب الاعلان عن عدم قدرة مهاجم بايرن ميونيخ الألماني على التعافي في الوقت المناسب، ليتأكد رسمياً، وقبل 5 أيام من انطلاق المونديال، غيابه عن المنافسات، ما دفع عضو مجلس إدارة الاتحاد المحلي للعبة عبد الله سوو للقول انه سيتعين على أبطال إفريقيا "التأقلم من دون أفضل لاعبيهم".
كما تحوم الشكوك حول مشاركة مدافع لايبزيغ الألماني عبدو ديالو بسبب مشاكل في ركبته.
وفي غياب مانيي، سيحمل خاليدو كوليبالي شارة القيادة، غير أن مدافع تشلسي الانكليزي البالغ 31 عاماً يعيش بداية موسم صعبة توزّعت بين تعرضه للاصابات وتبديل المدرب.
توقع المراقبون أن يفرض كوليبالي نفسه كأحد عمالقة الدفاع في الدوري الانكليزي،غير أن انطلاقته تأخرت بعد انضمامه إلى نادي غرب لندن بعد 8 أعوام قضاها في نابولي الإيطالي.
شرح كوليبالي ما يمر به في مقابلة مع صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية في تشرين الاوّل/أكتوبر "هذا أيضاً جمال كرة القدم، وصلت مع مدرب أرادني بكل الأثمان ومن ثم رحل" في اشارة إلى اقالة المدرب الالماني توماس توخل (حلّ بدلاً منه غراهام بوتر) الذي كان يرى في كوليبالي خليفة مواطنه أنتونيو روديغر المغادر إلى ريال مدريد الإسباني.
وأضاف "يلعب توخل وبوتر بدفاع ثلاثي. في نابولي، كنت معتاداً على نظام دفاعي رباعي... نحن لا نتوقف أبداً عن التعلم".
فان دايك يثير التساؤلات في هولندا
ولا تبدو حالة المنتخب الهولندي، وصيف بطل العالم 3 مرات أعوام 1974 و1978 و2020، أفضل من نظيره السنغالي، اذ يستهل مشاركته الاولى منذ عام 2014 والحادية عشرة، بدوره بصفوف مثقلة بالاصابات.
ولكن بخلاف بطل إفريقيا تصل "الطواحين الهولندية" بحالة ذهنية جيدة، حيث لم يذق المنتخب طعم الخسارة في 15 مباراة وتحديداً منذ تعيين لويس فان خال، الصعب المراس والبالغ من العمر 71 عاماً، العام الماضي مدرباً للمرة الثالثة في مسيرته.
وستنهي هولندا حالة انتظار دامت 8 أعوام ونصف العام منذ آخر مباراة لها في نهائيات كأس العالم والتي قادها أيضاً فان خال وحقق خلالها الفوز على مستضيفة مونديال 2014 البرازيل 3-صفر.
يعاني هداف المنتخب ديباي من مشكلة في أوتار ركبته منذ مشاركته مع المنتخب البرتقالي في أيلول/سبتمبر، فيما أكد فان خال أن مهاجم برشلونة الإسباني لن يبدأ المباراة الافتتاحية لكأس العالم بينما يواصل تعافيه.
كما خسرت هولندا جهود لاعب إنتر الإيطالي دنزل دامفريس جراء تعرضه لاصابة في ركبته، خلال مشاركته مع ناديه أمام أتالانتا في الدوري الإيطالي قبل ثمانية أيام فقط من المواجهة المنتظرة أمام السنغال.
وانضم مارتين دي رون (أتالانتا الإيطالي) إلى قائمة المصابين حيث يعاني من مشكلة عضلية، في حين يثير قلب الدفاع فيرجيل فان دايك (31 عاماً) التساؤلات حول مستواه بعدما أظهر علامات ضعف غير معتادة مع ليفربول الإنكليزي.
وبعيداً عن كونه صخرة الدفاع المهيمن والمطمئن، عكس صورة هشة لدفاع الـ"ريدز" المتزعزع من كثرة الاصابات في أمسية السقوط التاريخي أمام نابولي 1-4 في مستهل مبارياته في مسابقة دوري أبطال أوروبا.
قال فان دايك "كانت الأشهر القليلة الماضية غريبة. كان الجميع يحاول إيجاد التناسق (في اللعبة)، ليس فقط نحن (...) ولكن لم يتمكن أحد من تحديد المشكلة".
ولعل انطلاق مونديال قطر سيساهم في إطلاق سراح هذا المدافع الذي يأمل أن يكون القائد لجيل هولندي واعد.
لا يخفي فان دايك طموحات منتخب بلاده، اذ يقول "لدينا مدرب رائع ونملك خبرة كبيرة، إضافة إلى لاعبين يلعبون في أفضل الأندية في العالم. لدينا مزيج جيد من الشباب والخبرة".
وختم قائلاً "من الواضح أن النجاح ليس مضموناً أبداً، لكنها بداية جيدة".