أكد الفائزون بـ جائزة مجمع الملك سلمان للغة العربية أن الجائزة تسهم في تحقيق التميز والإبداع وتشجيع الاهتمام باللغة العربية، وتكريم الأفراد والمؤسسات والمبادرات والمشاريع الداعمة للغة العربية وعلومها محليًّا وعالميًّا.
منحت الجائزة فرع نشر الوعي اللغوي وإبداع مبادرات مجتمعة لغوية للدكتور عبد العزيز الحربي رئيس مجمع اللغة العربية بمكة وأستاذ التفسير والقراءات بجامعة أم القرى.
وقال: "منحت الجائزة تقديرًا من لجان التحكيم وتثمينًا للجهود البارزة في خدمة اللغة العربية المتمثلة في عملي على تأسيس مبادرات لغوية وعلمية وأنشطة علمية وثقافية وإعلامية على الشبكة العالمية ومنها تأسيس لمجلة علمية محكمة أرأس تحريرها".
مبادرات لغوية وعلمية
وتابع: إضافة إلى إشرافي على عدد من الرسائل العلمية ونشر المقالات التي أسهمت في الثثقيف اللغوي ونشر أكثر من ٦٩ كتابًا وبحثًا علميًّا في النحو والصرف وفقه اللغة والبلاغة والأدب والمعاجَم وقدمت أكثر من ٦٠ برنامجًا تدريبيًّا ومجلسًا تعليميًّا و١١ سلسلة علمية مسجلة وبرامج إذاعية وقصائد شعرية في شأن اللغة العربية وخصائصها.
اللغويات وعلوم الحاسوب
فيما أوضح أستاذ علوم الحاسوب في جامعة نيويورك أبوظبي، ومدير مختبر الأساليب الحاسوبية لنمذجة اللغة (مختبر كامل) أ. د. نزار حبش، أن مشروع الفوز هو في مجال تخصصي وهو في اللغويات الحاسوبية، وهو مجال بحثي بين اللغويات وعلوم الحاسوب.
وقال: "لقد عملت في مشاريع عديدة بلغات مختلفة، لكن الغالبية العظمى من عملي مكرس للغة العربية بجميع أشكالها "فصحى التراث وفصحى العصر والعاميات". ينصب تركيزي في "مختبر الأساليب الحاسوبية لنمذجة اللغة / مختبر كامل" في جامعة نيويورك أبوظبي على بناء موارد وأدوات مُمكِّنة مفتوحة المصادر لتقنيات العربية، ومن الأمثلة على ذلك الترجمة الآلية، والتشكيل الآلي، وفك الإبهام الصرفي، والتحليل النحوي، وتحليل المشاعر، وتحديد اللهجة، وكذلك بناء المدونات والمكانز الموسَّمة، كما نشرت أكثر من ٢٥٠ ورقة علمية محكمة، وأنا حاليًّا رئيس لمجموعة المعالجة الآلية للغة العربية والتي تضم أكثر من ٥٠٠ عضو.
دراسة "العربية" على أسس علمية
ذكر أستاذ التعليم العالي بالجامعة التونسية الأزهر الزناد، أنه نشأ على حب اللغة العربية ونذر حياته لخدمتها في مشروع علمي على مدى أربعة عقود أو يزيد من العمل في الجامعة التونسية، والاشتغال بالبحث والتدريس والترجمة والإشراف على البحوث، والكتابة بلغات مختلفة في كتب ومقالات ومحاضرات ودراسات لسانية تغوص على خصائص العربية، وفي أعمال روائية وقصصية عديدة.
وقد شملت أبحاثه وأعماله الترجمية جميع المستويات اللغوية المختلفة من الأصوات والصرف والإعراب والدلالة وتحليل الخطاب باعتماد مداخل لسانية ذهنية (أو إدراكية، معرفية بعبارة أخرى).
وتابع: كان طموحي في جميع تلك المراحل إلى أن أقيم دراسة العربية على أسس علمية متينة دقيقة يمكن من خلالها المساهمة في المسائل النظرية المطروحة في المباحث اللسانية في العالم، وأن أنير السبيل التي تيسّر ذلك أمام الناشئة من طلبتنا حتى يواصلوا على النهج نفسه متوسلين بالأدوات العلمية والمنهجية الحديثة.
وأضاف الزناد: قد حظي هذا المشروع بشرف التتويج بحصوله على جائزة مرموقة من مؤسسة علمية سامقة وارفة تنهض بخدمة اللغة العربية في مشارق الأرض ومغاربها، لتستعيد هذه اللغة ألقها وإشعاعها ومكانتها التي تليق بتاريخها وثقافتها وحضارتها.
واختتم: إن هذا التتويج لتشريف لنا وتثمين لعملنا واعتراف بمجهودنا، وفيه بالإضافة إلى جميع ذلك تكليف لنا بالمواصلة وتشجيع للباحثين من الشباب على الإقبال على خدمة العربية، كل من موقعه وتخصُّصه، ففي رفعتها رفعتنا، وفي عزتها عزتنا. وأعتقد أن ذلك ممكن بتظافر الجهود والأجيال، ذلك أن خدمة اللغة العربية جماعية أو لا تكون.
