ذكرت صحيفة "فينانشال تايمز" البريطانية أن الروس يكافحون من أجل فهم ما يجري في حرب بلادهم بأوكرانيا بعد انسحاب قواتهم من خيرسون.
وبحسب تقرير للصحيفة، بالنسبة للكثيرين في موسكو، تسبب الانسحاب من خيرسون في إثارة الارتباك وأثار تساؤلات حول تكاليف الحرب بالنسبة لروسيا.
قلق الروس
وتابع التقرير: "الأهم من ذلك كله، أججت أخبار الانسحاب القلق الشديد، الذي شعر به الناس منذ أواخر سبتمبر، عندما أعلن بوتين عن التجنيد العسكري مما جعل الحرب قضية مباشرة بالنسبة للأسر الروسية لأول مرة".
ومضى يقول: "على الرغم من استمرار الحياة في موسكو أكثر من أي وقت مضى، إذ تعج المقاهي والمطاعم بالناس، فإن أحدث استطلاع أجراه مركز ليفادا لاستطلاع الرأي المستقل، الذي نُشر الشهر الماضي، وجد أن 88% من الناس كانوا "قلقين" أو "قلقين للغاية" بشأن التطورات في أوكرانيا".
«سي إن إن»: انسحاب الروس من «خيرسون» غير مفاجئ https://t.co/tvk8jCVu8S#اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) November 10, 2022
وأردف: 36% فقط من الروس إنهم يعتقدون أن البلاد يجب أن تستمر في القتال ، بينما اعتقدت الأغلبية أن الوقت قد حان لمحادثات السلام.
لا مبالاة بخسارة خيرسون
واستطرد التقرير: "مع ذلك، إذا كان الروس قلقين بشكل متزايد بشأن الحرب، فيبدو أنهم لا يشعرون بارتباط كبير بالأراضي المحتلة حديثًا، التي ضمتها روسيا إليها بعد إجراء استفتاءات زائفة هناك. نتيجة لذلك، كان رد فعل الكثيرين غير مبالين بفقدان منطقة مثل خيرسون".
ونقل عن تاتيانا ستانوفايا، مؤسسة شركة الاستشارات السياسية "آر بوليتيك"، قولها في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: بالطبع، إنه لأمر مدهش حقًا كيف أن السلطات الروسية ودعت خيرسون بسهولة. لا يبدو أن الناس يتمسكون بالمناطق الجديدة أيضًا.
ونقل عن ليف جودكوف من فريق استطلاعات الرأي في ليفادا ، لإذاعة "RTVi" الروسية، قوله: إن "الانسحاب من خيرسون لن يؤثر على تأييد بوتين. لكن بمرور الوقت، قد يؤدي ذلك إلى تآكل الثقة بالرئيس كزعيم، ولكن في الوقت الحالي، ستعمل الرقابة والدعاية على تلطيف معنى هذا الحدث وخطورة هذه الهزيمة المحلية".
إسكات الانتقادات
ومضى التقرير يقول: "أوضحت وسائل إعلام رسمية أن الانسحاب قرار صعب ولكنه ضروري لإنقاذ حياة آلاف الجنود الروس".
وتابع: "اعترض المعلقون في المعسكر القومي المتطرف المؤيد للحرب على القرار وهذا التفسير، لكن انتقادات هذه الأقلية أسكت مؤخرًا، بعد تحذيرات صارمة من الكرملين. مع ذلك ، لا يزال السخط يغلي في السر".
#بريطانيا: الانسحاب الروسي من #خيرسون تسبب في إضرار سمعة #روسيا https://t.co/KdHxSsP4bc pic.twitter.com/N5gT5u45BP— صحيفة اليوم (@alyaum) November 12, 2022
افتقار للتخطيط الإستراتيجي
ونقل عن مسؤول كبير سابق، قوله: إن خسارة خيرسون بعد 6 أسابيع فقط من إعلان بوتين أنها جزء من روسيا تشير إلى افتقار الكرملين إلى التخطيط الاستراتيجي. إنه أمر مهين تمامًا. كانت المنطقة المركز الإقليمي الوحيد لروسيا، وقد استسلموا فيه في غضون شهر ونصف الشهر.
ونقل التقرير عن أليكسي فينيديكتوف، المحرر القديم لمحطة إذاعة "إيكو أوف موسكو"، قوله: إن "الغالبية العظمى من الروس لن يهتموا حقًا إلا إذا حاولت أوكرانيا استعادة السيطرة على شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو من كييف في عام 2014. لقد شكلت شبه الجزيرة مكانة أسطورية تقريبًا بين الروس، باعتبارها مكانًا رائعًا لقضاء العطلات. بالنسبة للأغلبية، فإن القرم مقدسة".