شَّبه شهود عيان محليون الأوضاع في مدينة "مهاباد" الإيرانية بعد هجوم عنيف لقوات الباسيج على محتجين، بأجواء الأحكام العرفية وسط تكثيف الوجود العسكري وتحليق لعشرات مروحيات نظام الملالي الإرهابي في سماء عاصمة محافظة أذربيجان.
أجواء الأحكام العرفية
في غضون هذا، دخل تجار مهاباد وبعض المدن الإيرانية الأخرى في المحافظة الغربية، وكذلك بمحافظتي كردستان وكرمانشاه في إضراب واسع.
ونقلت "إيران إنترناشيونال" عن مصادر محلية قولها: مهاباد وكأنها "منطقة عسكرية"، هذا الوضع جعل البعض يشبه ما يحدث بـ"أجواء الأحكام العرفية"، فالآليات والمدرعات تتجول في الشوارع، مثل السيارات الصغيرة على طول وعرض المدينة، بينما سماؤها امتلأت بعشرات المروحيات التي تراها تحلق بشكل مستمر منذ يومين.
دعم عاصمة أذربيجان
يأتي هذا فيما أعلن "شباب أحياء طهران" في بيان بساعة متأخرة أمس تدفق الوحدات الخاصة من الحرس الثوري باتجاه مهاباد، وتم التأكيد منهم على ضرورة النزول إلى الشوارع، والبقاء لدعم عاصمة محافظة أذربيجان، وصناعة ملحمة أخرى هناك.
وليل أمس، هاجمت القوات الأمنية، المتظاهرين في أحياء مهاباد. ولم تتوافر تفاصيل دقيقة عن قتلى أو جرحى حتى الآن.
وأكدت وكالة "تسنيم" للأنباء المحسوبة على الحرس الإرهابي، أن قوات الباسيج دخلت أحياء المدينة واعتقلت عددًا من الأشخاص، فيما لم تعلن أيضًا عن مقتل أحد في الاشتباكات.
إثارة التوتر في مهاباد
على صعيد متصل، أشار ممثل مهاباد في البرلمان الإيراني، جلال محمود زاده، في رسالة إلى أمين مجلس الأمن الوطني، ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة، ووزير داخلية نظام الملالي الإرهابي، إلى مقتل عدد من الشباب هناك، وطالب القوات العسكرية بالتصرف مع المواطنين "بعيداً عن إثارة التوتر".
وكتب زاده: "خلاف ذلك، بصفتي ممثلا لهذا الشعب الشريف، سأضطر إلى قول الحقيقة من خلال المنصة الرسمية، واتخاذ إجراءات أخرى في البرلمان".
تجمع إيراني بالخارج
بالتزامن مع المجازر بحق الانتفاضة الشعبية في مهاباد، تجمع عدد من الإيرانيين المقيمين في واشنطن أمام البيت الأبيض منتصف الليل، وطالبوا بتحرك فوري يمنع القمع العنيف للمحتجين العزل، كما تجمع متظاهرون آخرون، بعيدا هناك في برلين أمام وزارة الخارجية الألمانية.
يذكر أنه على الرغم من قمع قوات الأمن العنيف للمحتجين، تتواصل الانتفاضة الشعبية الإيرانية في المدن الكردية على نطاق واسع، بعد أن تفجر بركان غضبها منتصف سبتمبر الماضي بمقتل الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى ما تسمى بـ"شرطة الأخلاق"، بادعاء إخلالها بقواعد اللباس والزي.