في تواصل لغضبٍ داخلي ضد إعادة تحريك قضية «لوكربي»، شن نواب وسياسيون ليبيون هجوما على حكومة عبد الحميد الدبيبة المنتهية ولايتها، لدورها الذي وصفوه بـ«المتآمر» في إثارة الملف وفتحه من جديد.
وكانت ليبيا أقرت عام 2003 بمسؤوليتها عن حادث تفجير طائرة أمريكية أثناء تحليقها فوق منطقة لوكربي في اسكتلندا.
القضية مغلقة منذ عام 2008
المجلس الأعلى للدولة الليبي رفض محاولات بعض الأطراف الداخلية من أجل إعادة فتح هذا الملف المغلق بالكامل من الناحيتين القانونية والسياسية.
وقال المجلس في بيان مساء السبت، إنه بقدر إدانته لما سماه "جريمة إسقاط لوكربي"، فإن القضية أقفلت حسب اتفاق بين ليبيا والولايات المتحدة الأمريكية في 14 أغسطس 2008، رافضًا إعادتها إلى الواجهة لافتقارها لأي أسس قانونية.
وأكد أنه سيتخذ كل الإجراءات القانونية بما تفرضه التزامات الدولة الليبية في هذا الإطار، داعيًا مجلسي النواب والرئاسي والنائب العام للتعاون معه لإقفال الملف وإنهاء ما سماه "حالة العبث".
ودعا المجلس الأعلى للدولة الليبي، الجهات الأمنية إلى العمل على التعرف على ملابسات اختفاء المواطن الليبي "أبو عجيلة مسعود المريمي" في ظروف غامضة، باعتبار أن اسمه ضمن ورد بالملف.
تسليم أبو عجيلة مقابل السلطة
بدوره، أعرب عضو مجلس النواب الليبي بالخير الشعاب عن استيائه لعزم حكومة الدبيبة معاودة فتح قضية لوكربي، وعقد صفقة تسليم المواطن الليبي أبو عجيلة مسعود إلى أمريكا مقابل بقائها في السلطة.
وقال الشعاب: بفعل خارجية الدبيبة، ليبيا تتورط في قضية "لوكربي" مرة ثانية، والمطالبة بتسليم المواطن أبو عجيلة مسعود.
وانتقد عضو مجلس النواب الليبي مصباح دومة، موقف الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة بالعاصمة طرابلس للحكومة المكلفة من البرلمان برئاسة فتحي باشاغا، وقال: تسليم مواطن ليبي هو تسليم الوطن بالكامل.
واتهم المحلل السياسي الليبي محمد محجوب، رئيس الحكومة المنتهية الولاية ووزيرة خارجيته نجلاء المنقوش باختطاف الضابط أبو عجيلة مسعود بالتعاون مع الولايات المتحدة.
وقال رئيس حزب التجديد الليبي سليمان البيوضي، إن البحث عن الاعتراف الدولي بتوريط ليبيا في ملف "لوكربي"، يؤكد سقوط حكومة منتهية الولاية، ولفت إلى تخبطها في محاولة البحث عن قشة تتعلق بها من الغرق.
من هو المتهم في القضية؟
يقول الباحث في الشؤون الليبية محمد الشريف: اختفى أبو عجيلة مسعود المريمي من سجنه الذي يقبع فيه منذ عام 2011، وهو مسؤول بجهاز المخابرات في فترة حكم القذافي، وأدين بالحادث الذي راح ضحيته 270 شخصًا، بينهم 190 أمريكيًا خلال رحلة طيران بين لندن ونيويورك.
ووُجهت إليه نهاية عام 2020 عدة تهم في الولايات المتحدة حول "ضلوعه في التخطيط وتصنيع القنبلة" التي أسقطت الطائرة فوق منطقة «لوكربي»، وبارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب.
كان مستشار الأمن القومي الليبي إبراهيم بوشناف حذر من إثارة قضية "لوكربي" مجددًا، داعيًا كافة الوطنيين والكيانات السياسية إلى الاصطفاف لمنع ذلك بعيدا عن الصراع السياسي.
وحذر بوشناف في خطاب وجهه إلى رئيس مجلس الوزراء بالقول: القضية إن أثيرت من جديد وأصبحت موضوعًا لتحقيق جنائي ستُدخل ليبيا في عقود من الاستباحة.
وأعاد خطف المواطن الليبي أبو عجيلة قضية "لوكربي" إلى الواجهة من جديد، وسط اتهامات تلاحق حكومة الدبيبة بشأن إبرام صفقة لإعادة فتح الملف بغية الحصول على دعم دولي يضمن بقاءها فترة أطول في السلطة.