DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

"ندوة اليوم" تناقش "قدوة الميديا السيئة".. تستغل براءة الطفولة وحماس المراهقة

"ندوة اليوم" تناقش "قدوة الميديا السيئة".. تستغل براءة الطفولة وحماس المراهقة
يجب على الأهل مراقبة الأطفال والمراهقين وتحذيرهم من خطورة التأثير السلبي - اليوم
يجب على الأهل مراقبة الأطفال والمراهقين وتحذيرهم من خطورة التأثير السلبي - اليوم

أكد مختصون على خطورة ما يتناقله بعض مشاهير الـ "سوشيال ميديا"، والتي تحمل في طياتها أخطارا صحية، لا سيما عندما يقتدي بهم آخرون، وما يحملونه من قدوة الميديا السيئة.

وقالوا خلال "ندوة اليوم" إن البعض يتساهل في ذلك، ومن هذه التصرفات وضع المواد الكيميائية على العين، وتتطلب رعاية طبية طارئة حال دخولها في العين.

وطالبوا المعنيين بضرورة ضبط ما سموه بالفوضى، إضافة إلى السلوكيات الأخرى، والتي تعد من أخطر تحديات "القدوة السيئة" التي تواجه كيان المجتمع وأساسه الأصيل، وتستغل بذلك براءة الطفولة وحماس المراهقة وتمرير سلوكيات ممنوعة ومعتقدات فاسدة.

أكد استشاري البصريات د. محمد الحربي، أن ما يتم تداوله بوضع المواد الكيميائية يعد خطرًا على العين، ويتطلب رعاية طبية طارئة حال دخولها في العين.

د. محمد الحربي يؤكد خطورة ما يتم تداوله بوضع المواد الكيميائية على العين - اليوم

مضاعفات خطيرة ومشاكل بصرية

أضاف الحربي أن هذه المواد الكيميائية قد تسبب مضاعفات خطيرة ومشاكل بصرية، قد تفقد البصر لا قدر الله.

وما نراه في مواقع التواصل الاجتماعي من تحديات ومقالب، باستخدام مواد كيميائية وغيرها من المواد، ووضعها على العين كارثي، وقد يجعل الأطفال والمراهقين يقومون بتقليد هذا الفعل، مما ينتج عنه إصابات خطيرة لأعينهم.

وكان عدد من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي يضعون مواد كيميائية، ومعجون أسنان على العين والوجه، في قالب التحديات والألعاب الخطرة، وطالب الكثير من رواد المواقع بضرورة وضع حد لمثل هذه التصرفات عبر العقوبات الصارمة.

وقال المدرب والمستشار المختص بالشأن الاجتماعي د. طلال أبا ذراع، إنه من أخطر التحديات التي تواجه كيان المجتمع وأساسه الأصيل، وهي الأسرة بأفرادها الذين يمثلون روح البلد ومستقبلها ورؤيتها، تحدي القدوة السيئة في الميديا وحمقى مشاهير التيك توك، وهو ما يسمى علميًّا بالنمذجة السلبية.

د. طلال أبا ذراع وضح خطورة القدوة السيئة في الميديا وحمقى مشاهير التيك توك - اليوم

الشريعة ضمنت حفظ الضرورات الخمس

يتسابق هؤلاء المشاهير غير المسؤولين، وممن لا يتمتعون بأدنى لياقة أدبية أو مراعاة لقيم المجتمع وأدبيات الشريعة وضروراتها الخمس، وهي حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ العرض، وحفظ المال.

ويضربون بكل تلك القيم عرض الحائط، حيث لا يفرقون بين ما يُقال وما لا يُقال، وما هو خطير على حياة وصحة وسلامة الأبناء من عدمها، فلا حدود لألفاظهم السوقية، ولا كابح لتصرفاتهم المشينة المنقلبة على أخلاقيات وسمعة المجتمع وهويته.

ويفعلون كل هذا لتحقيق النجومية والشهرة وكثرة المتابعين على حساب شخصيات أبنائنا وبناتنا، فهم بتصرفات السفه تلك يهدمون في ربع ساعة ما بنته الأسر في عشرات السنين.

ويجب أن يتدخل جميع المعنيين؛ لضبط هذه الفوضى التيكتوكية، فتترتب عقوبات في حق كل مشهور استغل براءة الطفولة وحماس المراهقة، في تمرير بعض المعتقدات الفاسدة أو التصرفات المُخلة أو السلوكيات الممنوعة.

السوشيال ميديا أفرزت مجموعة من المهووسين بالشهرة على حساب القيم والأخلاق - اليوم

وأن يتحلى أولئك المشاهير عبر تقديم دورات متخصصة لهم في أدبيات العمل الإعلامي، وأن يقنن هذا الزخم بوضع أعمار مَن يصلح له حضور تلك العروض، مع محاسبة كل مَن يتجاوز الخطوط الحمراء.

وقال، على الأسر التقرب من أبنائها بالحوار المفتوح، والاحتواء ومشاركة اللعب وبعض الفعاليات لغلق الباب، ومنع تفرد برامج الـ"سوشيال ميديا" من التحكم بمصير الأولاد، مع ترشيح وانتقاء الإيجابي من تلك الحسابات ودعمه ومتابعته وتجاهل السلبي منها.

جريمة يعاقب عليها القانون والأنظمة

ذكر المحامي محمد الثبيتي، أن ما يقوم به بعض الفئات "المشاهير" من تلاعب بمشاعر المراهقين، ودفعهم للقيام بأعمال ضارة وشائنة من تشجيعهم على القيام بألعاب خطرة، وتحديات قد يدفع المراهق ثمنها باهظًا في صحته أو ماله أو سمعته، خصوصًا إذا كانت ألعاب التحدي تؤدي إلى إضرار بالصحة كالحالة المنوه عنها.

النجومية والشهرة وكثرة المتابعين سلاح فتاك بالأطفال والمراهقين - اليوم

وبين أن كل تصرّف مضر يخالف الشريعة، ولو لم يرد في الأنظمة الحديثة، يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون والأنظمة السعودية.

وما يقوم به بعض المشاهير من دفع الأطفال والمراهقين للقيام بأعمال التحدي، مما هو مضر مثل أكل المواد الفاسدة، أو استخدام المواد الحادة، فيجب أن يُعاقب عليه المشهور بحكم أنه المحرض على هذا الفعل.

وقد ساوت القوانين بين الفاعل والمساهم والشريك والمحرّض في العقوبة، فهذا المراهق ما كان ليقوم بهذا الفعل الضار لو لم يدفعه ويشجعه هذا المشهور عليه، بل ربما يضع له هدايا محفزة أيًّا كان نوعها.

المراهق مكلف ويطاله العقاب

كما يحاسب عليه المراهق أو الشاب الذي قام بالفعل بحكم أنه مكلف، والعقوبة هنا تكون تعزيرية يقدرها القاضي الذي نظر الموضوع.

ومن هذه الأفعال من يدفع الحدث أو المراهق للدخول إلى مساكن الآخرين، وهذا مخالف لنظام الإجراءات الجزائية في المادة رقم "43".

وقد حرمت على رجال الدولة أنفسهم الدخول إلى المساكن، إلا بأمر قضائي أو حالات طلب المساعدة من أصحاب المنزل، أو وجود حريق أو هدم أو غرق، أو مطاردة متهم دخل إلى المنزل.

ولا يجوز دخول المنزل دون إذن أصحابها؛ لأنه يخالف النظام الأساسي للحكم في المادة (37)، الذي جعل للمساكن حرمة، فلا يجوز دخولها بغير إذن أهلها، وهو مخالف لنص القرآن الكريم.

وجعل القرآن أوقاتًا يحرم على أبناء الأسرة نفسها الدخول لغرفة الوالدين. لذا لا يمكن التساهل في مثل هذه الأمور، من أجل التسلية واللعب غير المقنن، ولا يمكن أن تندرج هذه الأفعال تحت مسمى الحرية الشخصية للفرد.

حريتك تقف عند حدود حرية الآخرين

فمن المعروف أن حريتك تقف عند حدود حرية الأشخاص الآخرين، وما كان ملكك شخصيًّا لا يجوز استخدامه إلا بضابطَين: عدم الإضرار بالآخرين، وعدم الإضرار بك شخصيًّا.

وأما بالنسبة للعقوبات المقررة فهي تخضع للنظام العام بشكل مجمل، وتختلف بحسب الواقعة ونوع الفعل الضار المتخذ.

فمن هذه العقوبات ما يكون من اختصاص المحاكم الجزائية، مثل التعدي على المنازل واقتحامها دون إذن أهلها، ومنها ما يكون جرائم إلكترونية، إذا كانت الدعوى باتجاه المشهور المحرض على الفعل.

وسائل الاتصال الإنترنتية تحمل في طياتها خطورة كبيرة - اليوم

وطالب الثبيتي بإجراء دراسة شاملة لأوضاع المشاهير، وتفريغ المحتوى الذي يقدمونه، وبلورته في نظام يحدد فيه ما يعرض وما لا يجوز عرضه.

وأن يراعي بشدة المستوى التعليمي والفكري للمشهور المصرح له؛ لأن هذا سينعكس طردًا على المحتوى الذي سيقدمه للمجتمع.

وليس هذا من تقييد الحريات، بل هو من صميم العمل الأمني الذي تقوم به الدول؛ لحماية مواطنيها من الجهلة والعابثين بحياة أفراد المجتمع دون أي وازع من خلق أو حياء.

قواعد عامة للجميع وحماية الطفل من الإيذاء

أوضح المحامي يوسف الجبر، أن هناك قواعد عامة للجميع مثل (الضرر يُمنع)، و(الضرر يُزال)، ومنها يتم استنتاج منع أي تصرف أو سلوك يلحق الضرر، ويجلب الأذى بالآخرين.

وهناك أنظمة خاصة كنظام حماية الطفل من الإيذاء، تعرضت لتجريم إيذاء الطفل، وتم فرض عقوبة سجن سنتين بحد أقصى، وغرامة مائة ألف ريال بحد أعلى، أو بإحداهما لمَن يؤذي الطفل بما نصَّ عليه النظام من صور الإيذاء.

وكذلك في نطاق العلاقات الاجتماعية والتبعية، هناك نظام الحماية من الإيذاء، ويفرض عقوبات أيضًا على مَن يرتكب إساءة لمَن هم في نطاق الأسرة، أو التبعية الوظيفية أو الولاية وما يشبهها.