أعتقد أنه أصبح من الضرورة بمكان وجود «فني» في الأسرة سواء كان الأب أو أحد أبنائه خصوصا في هذا الوقت تحديدا الذي تعاني فيه الأسرة من الضغوطات الاقتصادية التي أثقلت كاهلها، وأقصد بـ «فني الأسرة» هو فني صيانة المنزل مثل السباكة والكهرباء وأجهزة التكييف والتبريد وكذلك صيانة الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر خصوصا أن التدريب على صيانة أي من المجالات التي أشرت إليها سهل جدا وفي متناول أيدي الجميع، قد يكون التدريب لمدة أسبوع أو أسبوعين أو ثلاثة كأقصى حد.. حاليا ليس بالضرورة أن تكون الدورة في معهد ما، وإن حصلت من معهد معتمد فهو الأفضل والمنشود، لكن مؤقتا لا بد أن يتعلمها أي فرد من الأسرة بأي طريقة كانت لكي يعيد للأسرة توازنها الاقتصادي ويخفف من أعبائها المالية.
أشياء ربما تكون تافهة تحدث في الكهرباء أو السباكة في منازلنا أو في أجهزتنا وعندما نستدعي لها عامل الصيانة يطلب منا مبالغ كبيرة وهي قد لا تحتاج منه إلى جهد ولا تستحق أن يدفع عليها عدة ريالات.
أحد الأصدقاء عمل في أحد المحلات المخصصة لبيع وصيانة الجوالات واكتسب من العمالة الموجودة في المحل خبرة في صيانة الجوالات والبرمجة إضافة لمعرفته بأسعار قطع غيار أجهزة الجوال وإكسسواراتها وأماكن بيعها بالجملة داخل المملكة وخارجها وبعد فترة قرر أن يترك المحل ويشتغل بمفرده بطريقة ذكية بعد أن أصبح فني صيانة جوالات «متنقل» يذهب إلى الزبائن في أماكن تواجدهم وأصبح اسمه متداولا في بعض مواقع التواصل الاجتماعي.
أتمنى أن تكون هناك مبادرة تنافسية بين رجال الأعمال لإيجاد معاهد متخصصة في دورات الصيانة المكثفة لكافة المجالات وفي جميع المدن في المملكة وذلك لأهميتها في هذا الوقت ولحاجة الناس إليها وكذلك للإسهام في توطين المهن الحرفية بشكل غير مباشر.
@turkialaofi