أكد مدير المركز العربي للبحوث والدراسات هاني سليمان، أن السياسة الخارجية للمملكة تشكل انعكاسًا لرؤية منفتحة على الأطراف الإقليمية والدولية كافة، مبنية على فرص السلام والتنمية والاستقرار، مستندة على ضرورة التنوع في صياغة علاقاتها مع القوى والفاعلين الدوليين المختلفين.
وقال "سليمان"، إن وجود رؤية واضحة لتعظيم مكانة ودور المملكة مع العالم الخارجي اقتصاديًا وسياسيًا وثقافيًا ساعد على القيام بهذا الدور، لافتًا إلى أن تلك الرؤية تقف خلفها قيادة سياسية حكيمة ومدركة وعابرة للمستقبل؛ تجمع بين الحِكمة والخبرة وبين طموح ورؤية الشباب.
تموضع جديد للفاعلين الدوليين
أضاف أن المملكة استطاعت خلق واقع جديد للعلاقات الدولية بناءً على هندسة مصالحها، بعيدًا عن القيام بمواءمات هشَّة، فقد أضحت بفضل قيادتها السياسية أكثر قدرة على فرض رؤيتها السياسية والاقتصادية وتقديم نموذج أكثر فاعلية وكفاءة واستقلالية؛ سواء على مستوى القرار السياسي أم الاقتصادي.
وأشار مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، إلى أن المواقف القوية التي تنتهجها المملكة جعلتها نموذجًا فريدًا ملهمًا لعديد من الدول، وجعل هناك إعادة رسم لموازين القوى الإقليمية، وتموضعًا جديدًا للفاعلين الدوليين؛ خاصة في ظل ترتيبات وتفضيلات المملكة غير المنحازة التي تخدم مصالح دول الأوبك الاقتصادية، التي تؤكد سمو قيم الاحترام والتقدير السياسي والاستقرار.
على هامش انعقاد قمة مجموعة العشرين.. #ولي_العهد يلتقي رئيس دولة #الإمارات https://t.co/wtKr8yJUeV pic.twitter.com/ppljc93YA1— صحيفة اليوم (@alyaum) November 15, 2022
تأثير متعاظم سياسيًا واقتصاديًا
أوضح هاني سليمان: تتضح تلك المفردات في رئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لوفد المملكة في قمة العشرين في إندونيسيا واللقاءات المكثفة مع عدد من قادة وزعماء العالم، أبرزهم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والرئيس الصيني شي جيبينغ، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد، وغيرهم.
تابع أن تلك اللقاءات تؤكد مكانة المملكة وعلاقاتها الاستراتيجية وتأثيرها المتعاظم سياسيًا واقتصاديًا، وعلى الرغم من تبوُّء المملكة مكانة دولية كبيرة وقيادة سياسة خارجية معتبرة؛ غير أن قدرة ومكانة ودور المملكة اليوم يختلف بشكل كبير عن أي وقت مضى، بفضل قيادة رشيدة وخطوات محسوبة غير منبطحة أو متراجعة.
#وزير_الخارجية : جولة #ولي_العهد تعبر عن دور #المملكة في مواجهة التحديات #العالمية https://t.co/OQKr6zcdBJ#اليوم pic.twitter.com/e2afmDfLCg— صحيفة اليوم (@alyaum) November 19, 2022
رؤية منفتحة للسياسة الخارجية السعودية
قال مدير المركز العربي للبحوث والدراسات: ثمة رؤية منفتحة وواعية للسياسة الخارجية السعودية قائمة على تنوُّع العلاقات وتوازنها، وصياغة تدابير أمن إقليمي ودولي وتقارب جغرافي في المحيط الآسيوي؛ هذا التوجه بدأ مبكراً وترسخ مع جولات ولي العهد في مناسبات سابقة؛ ما أفضى لمكاسب وعلاقات اقتصادية قوية تمخض عنها أن تكون أكبر أسواق النفط السعودي متركزة في آسيا، خاصة الصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند.
أوضح أن هذه الرؤية تتشكل بقوة، خاصة في ظل الجولة الآسيوية لسمو ولي العهد، ولقاءاته مع مسؤولين ورجال أعمال في كوريا وتايلاند وحضور القمة السنوية لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، ما يؤكد أن المملكة تجاوزت البُعد الإقليمي، لتساهم في تشكيل قواعد العلاقات الاقتصادية والسياسية على المستوى الدولي بشكلٍ أقوى من أي مرحلة سابقة.
اختتم هاني سليمان، أن الدور السعودي الذي يقوده ولي العهد يشكل نموذجًا فريدًا لبناء المكانة وتعظيمها في ظل سياسة خارجية منضبطة غير تدخلية، قادرة على صياغة المصالح دون صدام، وأيضًا بلا ضغوط، وهذه المعادلة الفريدة حققتها المملكة بامتياز خلال المراحل السابقة.