كان الاستحمام مؤلمًا جدًا بالنسبة لسيلفانا هيلر- شونمان، المريضة بما يسمى بـ"كوفيد الطويل" أو مرض فيروس كورونا طويل الأمد، إذ كان من الصعب عليها تحمل ملامسة ملابسها لجلدها، وتقول هيلر-شونمان (50 عامًا): "أشعر بأن رأسي أشبه بوسادة بها دبابيس".
وكان يتعين عليها، شأنها شأن الكثير من الأشخاص، أن تصارع الآثار العنيفة طويلة المدى للمرض، وفي الوقت نفسه، من الممكن أن تضيف موجة جديدة من حالات الاصابة بمرض "كوفيد 19"، التي سُجلت في فصليّ الخريف والشتاء الأخيرين في نصف الكرة الأرضية الشمالي، إلى أعداد المصابين بما يسمى "كوفيد الطويل".
تنخفض معدلات الإصابة بمتلازمة فيروس #كورونا_الطويل (الأعراض المستمرة 12-16 أسبوعًا بعد الإصابة المؤكدة في المختبر) عند الأشخاص الذين تم تطعيمهم بثلاث جرعات،
لكن انتشار فيروس كورونا الطويل يظل مرتفعًا عند 5٪ لمتغير دلتا، و4.2٪ للأوميكرون BA.2https://t.co/pEgY3Ky8yw pic.twitter.com/cOICel8GUB
— أ. د. أحمد بن سالم باهمام (@sleep_bahammam) September 27, 2022
ضعف الإدراك أحد الأعراض الشائعة لمرض "كوفيد الطويل"
يُعد ضعف الإدراك أحد الأعراض الشائعة لمرض "كوفيد الطويل"، ولاحظت فجأة هيلر-شونمان، التي تتلقى العلاج حاليًا في مركز "زيهوف" لإعادة التأهيل في بلدة تيلتوف الألمانية الواقعة بالقرب من برلين، أنها تعاني تشوشًا في الذاكرة بعد إصابتها بفيروس كورونا في فبراير الماضي.
وتقول: "لم أعد أتذكر الطريق الذي يتعين عليّ أن أسلكه من أجل الذهاب إلى أماكن معينة، ولم أستطع الكتابة بشكل صحيح، لقد كانت بعض الحروف التي أكتبها على الورق معكوسة، كان ذلك أمرًا مخيفًا جدًا.
وأضافت: بدأت أتساءل عما إذا كان يمكنني أن أؤدي عملي في مثل هذه الحالة".
بحسب الجمعية الطبية الألمانية، فإن ما يصل إلى 15% من الأشخاص الذين يصابون بمرض "كوفيد 19" تظهر عليهم أعراض طويلة المدى.
أظهرت دراسة من معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن أن مرض كوفيد الطويل «فيروس كورونا طويل الأمد» تتراجع حدته مع الوقت، إلا أن 1% من المرضى أصيبوا بأعراض مستمرة لمدة عام أو أكثر وأن 15% منهم ظلوا متأثرين بالأعراض التي أصيبوا بها لمدة عام#العربية_صحة pic.twitter.com/rMDzePMrdd
— العربية صحة (@AlArabiya_Seha) October 11, 2022
النساء أكثر عرضة للإصابة بـ"كوفيد الطويل" لتحملهن أعباء مزدوجة
تسببت الأعراض في تعطيل حياة هيلر-شونمان كثيرًا، إذ لم تتمكن لعدة أشهر من أداء مهامها في منصبها الإداري.
وعلى عكس أعداد المرضى الآخرين، فإن نسبة كبيرة بشكل واضح من المصابين بـ"كوفيد الطويل" في مركز "زيهوف" لإعادة التأهيل، حاصلون على شهادة إتمام الدراسة الثانوية، أو لديهم شهادة جامعية.
وقد كان ذلك مفاجأة بالنسبة للمدير الطبي للمركز، وهو د. فولكر كولنر، الذي يجمع بين عمله كطبيب مع إجراء الأبحاث المتعلقة بمرض "كوفيد 19-".
ويقول: "على مدار الثلاثين عامًا التي قضيتها في إجراء الأبحاث، لم أشهد أبدًا مثل هذا التباين الكبير في المستويات التعليمية بين المرضى كما رأيت في الدراسة المتعلقة بكوفيد الطويل".
وأشار إلى أن الأشخاص الذين يعملون في وظائف تتطلب بذل الكثير من الجهد الفكري، يشكون بشكل خاص وجود صعوبة في التركيز".
وتتأثر النساء بقدر غير متناسب بمرض "كوفيد الطويل"، بحسب كولنر، إذ يقول: "قد تكون هناك أسباب وراء ذلك لها علاقة بالهرمونات أو المناعة".
ويضيف: النساء أكثر عرضة بالمقارنة مع الرجال، لتحملهن أعباء مزدوجة تجمع بين العمل والمسؤوليات المنزلية، وبالتالي أقل قدرة على أخذ فترة نقاهة بعد الاصابة بمرض كوفيد.
Researchers say that this is the first study that focuses on how the virus affects actual composition of the brain, and how it in turn causes long Covid symptoms. https://t.co/cecOjKCRVn
— Egil Andre Bjørgen (@EgilBjorgen) November 22, 2022
التمارين الرياضية عنصر أساسي في أسلوب العلاج
السؤال هو: كيف يمكن للنساء التأقلم مع الاصابة؟ وتوصلت سيلكه فيتشمان (52 عاما) المصابة بمرض "كوفيد الطويل"، إلى طرق للتعامل مع أوجه النقص الجديدة لديها، وتضمنت الأعراض المختلفة التي كانت تعانيها بعد إصابتها في أبريل 2021، ضيق في التنفس وقلة التركيز.
وتقول فيتشمان، : أخذت فترات من الراحة، وفي بعض الأيام كنت أقول إنني لا أستطيع التسوق أو نشر الغسيل، وأنا قادرة حاليًا على التعامل بصورة جيدة مع الأعراض التي أعانيها، بفضل العلاج الذي أحصل عليه في مركز "زيهوف"، خاصة مع اتباعي برنامجًا للتمارين الرياضية.
وتعلم الأطباء والمعالجون الكثير منذ تفشي جائحة كورونا قبل أكثر من عامين، وكانت ممارسة المرضى للرياضة، على وجه الخصوص، علامة استفهام كبيرة، فهل تضر أكثر من كونها تساعد؟
وصار العلاج من خلال ممارسة التمارين الرياضية منذ ذلك الحين، عنصرًا أساسيًا في أسلوب العلاج الذي يتبعه كولنر عند التعامل مع مرض "كوفيد الطويل".
ويقول: "يستفيد الغالبية العظمى من المرضى من تدريبات التحمل التي تُقاس بعناية، إلى جانب العلاج بالتمارين الرياضية".
وتوصي الجمعية الألمانية لعلاج الأمراض التنفسية بشدة بالعلاج من خلال التمارين الرياضية بالنسبة لمرضى "كوفيد الطويل" أيضًا.