@woahmed1
حين توقف تطبيق التواصل واتس عن العمل لمدة ساعة واحدة عن مئات الملايين من مستخدميه حول العالم في الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر الماضي، كانت الكاتبة الصحافية السعودية إيمان الشمري تنقل على حسابها في تويتر جزءا من يومياتها أثناء رحلتها إلى بكين لتلبية دعوة إعلامية وكتبت: «الشعب الصيني لا يعرف أن الواتساب متعطل حاليا لأنهم لا يستخدمونه بالأساس ومعتمدين على برنامجهم المحلي WeChat»، متمنية أن يكون لبلدها موقع تواصل محلي.
وبعدها بأيام أثار الملياردير الأمريكي إيلون ماسك الجدل عالميا بإقالة 7500 موظف في تويتر يمثلون 50 % من عدد الموظفين في عملاق التواصل الاجتماعي، لترشيد النفقات، ما أشاع الذعر لدى 1200 موظف آخر تقدموا باستقالتهم طواعية على مبدأ «بيدي لا بيد عمرو». وهو ذعر امتد إلى المستخدمين من أفراد ومؤسسات وحكومات، دفع معلنين إلى إيقاف إعلاناتهم على المنصة التي بدت مرتبكة في عهدة مالكها الجديد، وأعلنت معها علامات تجارية من بينها «أودي» و«فايزر» و«جنرال ميلز» أنها تعتزم تعليق الإنفاق بشكل مؤقت على المنصة، أثناء انتظارها لرؤية كيف ستتطور في عهد قيادة ماسك. والأهم من ذلك الشكوك التي أثيرت مع انطلاق كأس العالم لكرة القدم 2022 والتحذير من الاعتماد على المنصة لأن عدد موظفيها التقنيين حاليا يجعل منها منصة غير موثوقة ومعرضة بشكل أكبر للتعطل مع سيل التفاعلات أثناء المناسبة الكروية الأكبر.
من الجائز أن ما يواجهه تويتر هو جزء من حملة أمريكية منحازة ضد مالكها الجديد لكن الأكيد أن تويتر قد يكون ملائما للاستخدام في المستقبل. كما أن عطل واتساب قد لا يكون الأخير، فقبل عام تقريبا كتبت في هذه الزاوية عن انقطاع خدمات فيسبوك وانستغرام عن أكثر من ٣.٥ مليار مستخدم لمدة ست ساعات وعن ضرورة العمل على بدائل محلية منها إعادة إحياء مؤسسات الإعلام.
والجامع بين هذه القصص هو خطورة الاعتماد على المنصات الأجنبية كوسيلة إعلام وتواصل موثوقة وبديلة عن وسائل الإعلام، فضلا عن ضرورة العمل على إيجاد شبكات اجتماعية محلية على غرار ما فعلته الصين.