samialjasim1@
عندما تدرك في مواقف كثيرة، وبيقينك المطلق، وتجاربك المختلفة، وتعاملك مع نوعيات مختلفة من البشر في مختلف الأماكن والمواقع والمنابر، وعندما تجد في محيطك الأقرب، ما يطلق عليه مواقف التجمل والمجاملات، والتي إن لم تتقنها فقد تكون عند بعضهم شاذا ومنبوذا، وغير مرغوب فيك.
وقد يصل الأمر أحيانا عند بعضهم لمحاربتك، وإقصائك، لأنك لم ترض بمبدأ التطبيل، أو التلميع، أو الفزعة لهم حتى في الأخطاء، وكنت ضد كل صيغ التودد غير المنطقية، أو مبادئ بعضهم التي تقول (زين لي وأزين لك، شيلني وأشيلك، لمعني وألمعك، جاملني وأجاملك) حينها لا يرغب بك أصحاب المصالح، أو أصحاب العقول المزاجية وذات الأهواء، أو المتسلقون.
فبعضهم تغريهم الماديات، وتؤثر عليهم الفلسفات المنمقة، والشعارات المزيفة، والأساليب الملتوية، والتصورات الكاذبة.
فهناك علاقات لا نريدها، وأنماط من فنون الأخذ والعطاء لا نرغب بها، فتحس أنك تحتاج لقوة داخلك للتخلص من تأثيرها السلبي عليك، تهرب منها قبل أن تكبلك قيودها.
فالذي يهتم بالقشور الخارجية، ويركز على الهوامش، ويتجاهل العمق الإنساني، ويبحث عن سطحيات تافهة جدا لا قيمة ملموسة لها لن يسعد.
لا نريد أن تكون الكلمات هي محصلة لاتفاقيات بين أفراد، فيها مكافآت لمن يجامل، وغرامات لمن لا يعرف أن يتجمل.
فالجمالية لم تعد في الثياب الأنيقة، فهناك من جعلوا قلوبهم إطارا خارجيا جذابا تحدد شكله المواقف، وهناك من يتجمل في الأفكار ويجامل ينمقون أفكارهم وفق الأهواء، ووفق مصالحهم.
بعض الذين يعشقون الذات، ويريدون المجد المزيف، تتلون كلماتهم بألف لون، ويكون للمشاعر لديهم نقطة بداية ونهاية، حدودها ما يحقق كسبهم المادي والمعنوي.
من لديه أمانة في حرفه، وعمق في نظرته، ورصانة في حروفه، ويخضع للمجاملات غير المبررة في يومه وتصرفاته؛ سيجد نفسه في النهاية أسيرا لحتميات مذلة، ويبرمج مواقفه، ويحرم من بساطة التعبير في مواقفه، ولحظات عطائه الحقيقي،
فيكون أسيرا للتكلف المصطنع في التعامل مع الأشياء والناس، وتكون المواقف عنده أشبه بفاتورة واجبة السداد في الحال على كل موقف وتصرف، وقد يظن البعض أنك مطالب برد الجميل، فلا شيء بلا ثمن.
إنني أدعو للنفور من حالة المجاملات، والتجمل القبيح، وقضية الأخذ والعطاء في المجاملة والتطبيل، مقابل بمقابل، فنحن يجب أن ندرك أن الكلمات والمواقف يجب أن تعلمنا الحب الحقيقي، والعطاء الصادق.
حينها تشعر أنك تعيش الصدق مع نفسك، وليس فقط كرسالة تقدمها لغيرك.
قم بإزالة الحواجز عن ذاتك ومواقفك، دع نفسك دون نقاط تفتيش، ابتعد عن تأثير الماديات والأنانيات في حياتك.
عندما تكبر، ولا تتعلم، فستظل أسير روحك التي اعتادت البهرجة المزيفة، ووجدت من يعينها على شعورها بوهم الإنجاز والخداع.
كونوا بشرا حقيقيين، فالحياة أجمل بنا ونحن أنقياء بلا شوائب، أو أقنعة، فزمن الزيف تكشفه الحقائق.
لا تجمل ولا مجاملة، فالجمال الحقيقي داخلك، والعطاء سيد المواقف في كل مكتسبات الحياة والأنفس، وفي كل نواحي الحياة، وفي قدراتنا ومواهبنا وأفعالنا.