الماغنيسيوم هو من الأملاح المهمة في جسم الإنسان، حيث يوجد معظمه في داخل الخلايا الحيوية، ونسبة بسيطة في الدم، ويلعب دورا حيويا في العمليات الحيوية كالتمثيل الغذائي للكاربوهيدرات وإفراز الإنسولين، كما أنه له دور كبير في عمل الكثير من الهرمونات المتحكمة بالإنسولين وهرمون الغدد الجار درقية المتحكمة بالكالسيوم، ويتحكم في معدلات مستوى أملاح البوتاسيوم المهمة في عمل العضلات والسيلات الكهربائية في القلب، وكثير من الباحثين يسمي الماغنيسيوم بالأملاح المهمة المنسية، ويبلغ معدل احتياج الإنسان منه اليومي من ٣٠٠-٤٠٠ ملجم، وهي موجودة في بعض الأغذية كالفول والقرع والفواكهه والخضار، وكذلك المياه المعدنية ومياه الشرب. ويبلغ عدد من يعاني من نقصه ٢٥-٤٠ ٪ من سكان العالم. والمعلوم أن المملكة العربية السعودية تعتمد بالدرجة الأولى على مياه البحر المحلاه كمصدر للشرب، لكنها تفتقر الكمية الكافية من أملاح الماغنيسيوم. وتبلغ نسبة نقص استهلاك الماغنيسيوم اليومي الكافي في المملكة ٣٠٪. وقد لوحظ من بعض الدراسات العلاقة العكسية بين مستوى الماغنيسيوم ومعدلات السكر ومقاومة الإنسولين، وبما أن معدلات السكر في المملكة تتجاوز ٦ ملايين نسمة، والعدد تصاعدي، فوجب التفكير بحلول وقائية متوازية مع الحلول الغذائية ومتماشية مع رؤية المملكة ٢٠٣٠ في دعم برامج الوقاية، بدلا من الإغراق في التدخلات الدوائية المكلفة. ومن هذا المنطلق أتت فكرة هذه الدراسة بإضافة الماغنيسيوم إلى مياه التحلية في دراسة عشوائية ودراسة مدى تأثيرها على معدل مقاومة الإنسولين ومؤشرات السكر، بالتعاون مع مركز الأبحاث في تحلية الجبيل، وبدعم من معالي رئيس جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل الأستاذ الدكتور/ عبدالله الربيش، وسعادة وكيل الجامعة للدراسات العليا الأستاذ الدكتور/ فهد الحربي، وسعادة الأستاذة الدكتورة/ نهاد العمير عميدة البحث العلمي، وتبين لدينا الأثر الكبير في التحسن لدى المجموعة التي أخذت كمية كافية وعالية من الماغنيسيوم، مقارنة للمجموعة التي تناولت مياها خالية من الماغنيسيوم، وتتوافق دراستنا مع الدراسات الأوروبية والأمريكية السابقة، ولكن دراستنا تعتبر هي الأولى والأكبر من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، وهي تفتح بابا مهما في مراجعة معايير مياه التحلية الدولية ودعمها بالمعادن والأملاح المهمة، وربما ترفع توصيات جديدة إلى اللجان والمؤسسات العلمية الطبية والغذائية، وتسليط الضوء أكثر وعمل أبحاث أكبر على هذه الأملاح المهمة، والتي نعلم كأطباء أن لها تطبيقات مهمة في عالم الطب والعناية المركزة الحرجة والطوارئ، كنوبات الربو القاتلة، وارتفاع ضغط دم الحمل الخطير وانخفاضات أملاح الكالسيوم والبوتاسيوم الحادة جدا، التي تؤثر على القلب وسيلاته الكهربائية وشلل في العضلات وغيرها الكثير. الجدير بالذكر أن بحثنا تم بحمد الله نشره في مجلة نيتشر العالمية، وهي إحدى أميز المجلات الطبية دوليا.
بروفيسور مشارك قسم الباطنة
استشاري سكر وغدد صماء
جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل
مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر