@shlash2020
مع بداية موسم الشتاء واشتداد البرد يوماً بعد يوم، أين نحن عن جيراننا وأقاربنا، هل تفقدناهم أم ننتظر حتى يقفوا بأبوابنا ويسألونا أو لا يثقون فينا ويبحثون عن غيرنا ممن يقدرون عطاءه؟!
هل وضعت جمعيات البر الخيرية الخطط اللازمة لإعانة إخواننا المحتاجين، وماذا سنقدم نحن من أجل ذلك بدلاً من مجرد النقد والتشكيك الذي لا يُبنى إلا على سوء وبدون أي دليل في أغلب الأحيان؟!
ذكر أبو بكر الخوارزمي في كتابه "مفيد العلوم ومبيد الهموم" قصة عن مكرمة حفظها التاريخ وما عند الله خيرٌ وأبقى، جاء فيها: "أتى رجل صديقاً له فدق الباب فخرج، فقال: لماذا جئتني؟ قال: لأربعمائة درهم ركبتني، فدخل ووزن أربعمائة درهم ودفعها إليه ودخل الدار باكياً، فقالت له امرأته: هلا تعللت حين شق عليك، فقال: إنما أبكي لأني لم أتفقد حاله حتى احتاج إلى مفاتحتي به".
انتهت القصة ولم تنته المكرمة.
الكريم لا ينتظر المحتاج حتى يسأله، فبعض من يتقدم للسؤال قد لا يكون محتاجاً أو ليس بحجم حاجة المتعفف، ومع ذلك نُحرج ونعطيه فنحرم المتعفف الأشد حاجة.
يجب أن نبادر على جميع المستويات، من خلال بيوتنا -تربية لأولادنا- بتخصيص مبلغ من الراتب القادم للمساهمة في سد حاجة المحتاجين بشراء لوازم الشتاء وتشكيل فريق عائلي تطوعي لتوزيعها، من خلال عائلاتنا وقبائلنا، بتشكيل فرق تطوعية شتوية تكون قناة اتصال بين ابن القبيلة صاحب الفضل وقريبه المحتاج، بدل أن يقف أبناء القبيلة طوابير أمام الجمعيات بينما لا يتوقف البعض عن الكلام عن رفع اسم القبيلة والمحافظة على اسمها عالياً، وهو هدف نبيل ومحمود، ولكن لا يمكن أن تكون مفاخر القبيلة بالكلام فقط أو أمام الكاميرات، فإن غابت غابت.
يجب أن نعاون أيضاً جمعيات البر الخيرية وجمعيات رعاية الأيتام ومثيلاتها من الجمعيات المختصة، بالدعم المالي الذي يعينها على تحقيق الأهداف، أو بالجهود التطوعية ووطننا يدعم التطوع ويشجّع المتطوعين، أو بإيصال الجمعيات إلى المحتاجين خصوصاً الجيران وجماعة المسجد.
لقد قال القائل: كل شيء في الشتاء جميل عدا ارتجاف الفقراء، فكيف إذا كان هذا الفقير قريباً أو جاراً؟!