@azmani21
لماذا يجد البالغون صعوبة كبيرة في الإقلاع عن عادة سيئة؟ أو لماذا يكافحون للالتزام بعادة جديدة مفيدة؟
يرجع د. سانجاي غوبتا، جراح القلب بمستشفى فرادي ميموريال بحسب ما أوردته سي إن إن، ذلك إلى أنه يوجد في الجزء الخلفي من الدماغ مكان تتم فيه معالجة التغيير الجديد لأول مرة، والدماغ غالبا ما ينظر إلى التغيير على أنه نوع من التهديد، مما قد يؤدي إلى فقده للسيطرة وعدم اليقين، لذا فهو دائما ما يتجنبه، فتجد أننا نحب أن نرى أنفسنا أننا مخلوقات ذكية ومرنة، ولكننا في الحقيقة لا نحب التغيير، وعلى العكس من ذلك تجد أن الأطفال غالبا ما يكونون أفضل من البالغين في محاولة التغيير لأنهم يمارسونه بشكل دائم.
الجميل أن العلم قد توصل إلى طرق يمكنها أن تساعدنا في التعامل مع التغيير بشكل أفضل، فمعادلة التغيير تنص على أن التغيير = عدم الرضا X تصور لما هو ممكن X أول خطوات ملموسة للعمل، ويؤدي ذلك كله غالبا إلى مقاومة أو ممانعة.
لذا للتغلب على ذلك، يجب علينا أن نضع رؤية واضحة لما يمكن تحقيقه، فمثلا يتصور الطالب حقيقة النجاح والتفوق عبر تكريس جهده في المذاكرة لعدد من الساعات، ويتخيل الرياضي إنجازه في بذل المزيد من ساعات التدريب الشخصية، ويتمثل الموظف مكانته بعد تطوير نفسه وحرصه على أداء المهام بطرق مبتكرة ونوعية.
وينصح د. غوبتا للنجاح في ذلك بمحاولة دمج التغيير في حياتك بشكل منتظم، كأن تخرج من الأنماط المحددة الخاصة بك والتي اعتدت على القيام بها، كأداء عمل مختلف، أو هواية جديدة، أو السفر إلى مكان لم تعتد الذهاب إليه، ومن ذلك أيضا أن تجرب مثلا تغيير المكان الذي اعتدت على الجلوس فيه في المسجد لتشاهد وتختلط بأناس مختلفين، أو حتى تغيير المسجد الذي تصلي فيه الجمعة لتستمع إلى خطبة مختلفة، أو أن تغير الطريق الذي تسلكه للدوام لتشاهد مناظر مختلفة، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق. ومعنى مخالفة الطريق أنه يذهب من طريق ويعود من طريق آخر، لأن ذلك يمكن أدمغتنا من قبول التغيير والاعتياد عليه، ويدفع إلى تقبل العادات الصحية الجديدة التي تسهم في جودة الحياة الاجتماعية التي نحياها.
ختاما، يقول آندي وارول، يقولون إن الوقت يغير كل شيء، وأقول إن عليك أن تبدأ التغيير بنفسك ولا تنتظر الوقت.