[email protected]
منح فوز السعودية على الأرجنتين في مباراتها الافتتاحية بكأس العالم 2022 دعاية إيجابية هائلة، وزخمًا إعلاميًّا عربيًّا وعالميًّا غير مسبوق، وتلاحمًا مجتمعيًّا وطنيًّا رائعًا، وتفاعلًا عربيًّا وإسلاميًّا واسعًا وصادقًا، مُعززًا بذلك روح السعودية الجديدة، وهويتها التنموية الطامحة، وهي تمضي بعزم وجدّ وهمَّة على طريق التطوير والتغيير والإصلاح، ضمن مستهدفات رؤيتها الوطنية 2030.
لقد جمع هذا الفوز الكبير والمُستحق للمملكة أمام الأرجنتين، السعوديين والكثير من المقيمين وشعوب العالم العربي على قلب رجل واحد، ووحَّد نبضهم وربط وشائجهم، وأشعرهم بالفرح والفخر؛ ما يدل على قوة الجذب الكبيرة للعبة العالمية المثيرة، وحجم تأثيرها ودورها الإيجابي الكبير في جمع التنوّع وتذويب الاختلاف، وتغيير قناعات الناس تجاه بعض الصور النمطية التي تجاوزها الزمن.
لا شك في أن مباريات كرة القدم، سواء بين عامة الناس أو على أعلى المستويات السياسية، هي بالفعل والحقيقة، تمثل اليوم ركنًا أساسيًّا في طروحات وبنية حملات تعزيز الهوية، وتسويق المشروعات الطموحة والبرامج التنموية، لذلك لن يكون من المبالغة، تقدير مستشار التسويق د. محمد حطوط، للأثر الإعلامي والتسويقي لفوز السعودية على الأرجنتين، بما يفوق تكلفته الـ٣٠ مليارًا، وقد يصل لضعف هذا المبلغ لو أردنا شد انتباه العالم، كما يقول.
إن لقاء سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وحديث سموه مع أعضاء المنتخب السعودي في مكتبه بجدة، قبيل انطلاقة كأس العام بأيام، ليس تميمة الحظ، كما يظن البعض، بل هو إلهام القيادة، وفخر اللقاء، ومهارة إدارة وتحويل الشعور بالضغط والإحباط والقلق إلى ارتياح وأريحية وطاقة إيجابية مغمورة بروح العزم والهمَّة والروح القتالية.
ولا شك في أن اكتساح مقاطع وصور وسائل التواصل الاجتماعي للجماهير السعودية والعربية بسرعة البرق في قطر والعراق واليمن وتونس والسودان والأردن وغيرها، وهم يقفزون صعودًا وهبوطًا ويهتفون مع تفاصيل المباراة ومجرياتها حتى إطلاق صافرة النهاية، هو انعكاس لتفاعل عميق وصادق يُحاكي لُحمتنا العربية، وأشواقنا المشتركة من الخليج إلى المحيط، ابتهاجًا بالفوز وإكبارًا للثقة والمهارة واحتفاءً بالجدّ والمثابرة وشحذًا للهِمَم والروح القتالية لنا ولمنتخبنا السعودي.
وفي تقديري، وبحسب قراءاتي في التواصل والتسويق وبناء الحملات الإعلامية، لا يمكن قياس مدى وحجم هذا الفوز الأعظم في تاريخ كرة القدم السعودية، وما له من آثار إيجابية معنوية واقتصادية واجتماعية هائلة بين يوم وليلة؛ لأن مداه بعيد وكبير ورائع، لذلك سيكون من المُهم جدًا استثماره وتسويقه والترويج له والعمل عليه، والتأكيد على أهميته، ليس كأحد أكثر الانتصارات المذهلة في تاريخ كأس العالم، بل لتعزيز صورتنا وتدعيم هويتنا، وتأكيد مشروعنا التنموي وترسيخ حضورنا العالمي.