أدى مئات الإندونيسيين صلاة الجمعة في الخلاء، بجوار حقول الأرز وفي الشوارع، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد قتلى زلزال سوى بلدتهم الواقعة في جزيرة جاوة الغربية بالأرض إلى 310.
وألقى الشيخ محمد جمهور خطبة الجمعة، في ملعب للكرة الطائرة على بعد 200 متر من مسجد تصدعت جدرانه، وتحطمت نوافذه بفعل الزلزال الذي بلغت قوته 5.6 درجة، وضرب بلدة سيانجور على بعد نحو 75 كيلومترا جنوبي العاصمة جاكرتا الأسبوع الجاري.
وقال محمد جمهور (52 عاما) في تصريحات بعد الصلاة "ما زلنا خائفين بعد الكارثة. ولذلك اضطررنا إلى المجيء إلى هنا في هذا الملعب للكرة الطائرة، ولم نصل في مسجد. طلبت من المصلين أن يلزموا الحذر لأن الكارثة يمكن أن تتكرر".
وضربت مئات الهزات الارتدادية المنطقة الجبلية التي يعيش سكانها في أجواء من الحزن والصدمة.
وينتظر السكان الذين أقاموا في خيام إمدادات الأغذية والمياه والأدوية، والتي تسببت الأمطار الغزيرة والانهيارات الأرضية في بطء وصولها.
وقال بائع الأطعمة عاصب هدايت الذي فقد منزله مثل كثيرين في الزلزال، إنه يشكر الله أنه تمكن من أداء صلاة الجمعة، حتى إن كانت في مكان غير المسجد.
وأضاف "نحتاج إلى أن نواظب على الصلاة حتى إن كنا نقيم في ملجأ، الصلاة فرض".
أكثر من 20 مفقودا
قال سوهريانتو رئيس الوكالة الوطنية لمواجهة الكوارث اليوم الجمعة: إن أكثر من 20 شخصا ما زالوا في عداد المفقودين.
وأضاف أن البحث عنهم مستمر رغم أن المنقذين قالوا إن فرص العثور عليهم أحياء ضئيلة.
وقال مسؤولو البحث والإنقاذ إن الهزات الارتدادية والأمطار تعوق جهودهم، وتحول دون نشر معدات ثقيلة في بعض الأماكن.
وواصل رجال الإنقاذ الذين يرتدون قمصانا صفراء الحفر بالمعاول، في منطقة وقع فيها انهيار أرضي وعثرت فيها السلطات على تسع جثث اليوم الجمعة.
وإندونيسيا إحدى أكثر دول العالم عرضة للزلازل، إذ تسجل بانتظام زلازل قوية قبالة سواحلها حيث تمر خطوط صدع.