تشكو إحدى الصديقات عدم احترام زوجها لها، وانتقاده المستمر. هذا الموضوع دفعني وبشدة للكتابة عن ضرورة تبادل الاحترام بين الزوجين، فعدم احترام بعض الأزواج لزوجاتهم ظاهرة تستوجب القضاء عليها بجميع الوسائل؛ لأنها وبدون مبالغة تمثل حكمًا بإعدام الحياة الزوجية، ولا تبشّر بخير، فمستقبل الأبناء واستقرارهم العاطفي والنفسي وشعورهم بالأمان على شفا حفرة هاوية.
الاحترام بين الزوجين قيمة من القِيَم الأخلاقية، وواجب ديني يفرضه ديننا الحنيف، وتقرّه جميع الشرائع والأديان.
أمر لا يختلف فيه اثنان إلا مَن كانت تربيته غير صحية، أو مَن به نقص يحاول أن يخفيه بهذا السلوك العدواني اللا أخلاقي وما يتصل بخلفيات الرجل النفسية وموروثاته الاجتماعية.
شعور بعض الأزواج بالغيرة من نجاح الزوجة له دور في التقليل من شأنها، والإهانة والتجريح، وامتهان كرامتها، وعدم مراعاة مشاعرها جريمة يُعاقب عليها الله قبل القانون.
التقليل من شأن الزوج للزوجة، والاستخفاف بأفكارها وآرائها، وانتقادها أمام الآخرين، والكارثة أمام الأبناء والأقارب، وتهميش مهامها الوظيفية بشكل دائم، زد على ذلك عدم احترام عائلتها، والتقليل من شأنهم بناءً على شكوى الزوجة أمر غير مقبول، وعدم احترام وجهة نظرها أيضًا.
المعروف أن لكل إنسان وجهة نظر تخصُّه، لا يُشترط أن تكون متوافقة مع الأطراف الأخرى، وليس بالضرورة أن تتوافق مع الزوجين.
الحقوق والواجبات مشتركة بين الزوجين، فلا حق للزوج وحده، ولا حق للزوجة وحدها، والاحترام واجب بين الطرفين.
أما الانتقاد فعامل هدم صارم تواجهه الكثيرات من النساء، ويُفقدهن الثقة بالنفس، ويحوّلهن في الغالب لشخصيات مسلوبات الإرادة، يعتقدن أن كل ما يفعلنه خاطئ، شخصيات مرتبكة لا تتمكنّ من إنجاز المهمات وحتى مهمة واحدة.
الدراسات النفسية تشير إلى أن الانتقاد المستمر قد يؤدي ببعض الزوجات إلى المعاناة من الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب. لذا من المهم أن تعرف الزوجة الأسباب التي تدفع زوجها إلى انتقادها، وأقصد الزوج الطبيعي، وأن تتلافى ما يدعو للانتقاد.
حياة كهذه الحياة التي تقوم على عدم الاحترام، ليست بالحياة الزوجية السعيدة، ولا حتى العادية. حياة ستتهدم أركانها «لا قدر الله» إذا استمرت على هذا النحو من الخلل، ولن تستمر؛ لكونها بُنيت على أسس ضعيفة كُشفت نهايتها منذ البداية.
للجميع أقول: حياة زوجية التعامل فيها بين الزوجين قائم على الاحترام سفينتها «بإذن الله» ستوفق، وتعبر بحار المشكلات والخلافات بسرعة البرق، وستصل لبر الأمان، وعكسها التي اختفى فيها الاحترام.
لماذا لا يتعظ الأزواج المُعنفين بقول الله تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً».
هؤلاء الأزواج الذين ذكرتُهم قلة في المجتمع، ومن شواذ المجتمعات في العالم كله، احترامي وتقديري لجميع الأزواج الذين يراعون الله في الأمانة.
[email protected]