القصص والحكايات والأعمال الفنية التي تتحدث عن النيازك دوما ما تعكس لنا صورة مرعبة عن تلك الأجسام الفضائية التي يمكنها أن تدمر كوكبنا وتحوله إلى جحيم، إلى أن أصبحت أخبار النيازك المتجهة إلى الأرض تملأ مواقع التواصل الاجتماعي، دون أن نرى بعدها أي ضرر واقع، فيزول الخوف من قلوبنا تجاه سقوط النيازك على الأرض.
لكن علميًا: هل شكّلت النيازك خطرًا على الأرض أو أثرت فيها قديما ؟ وإن كانت خطيرة، فلماذا لم تؤثر تلك التي نسمع عن سقوطها يوميًا؟
عدد النيازك المصطدمة بالأرض سنويًا
6100 نيزك سنويا تنجح في السقوط على كوكب الأرض بشكل عام، منها نحو 1800 نيزك على اليابسة، وفقًا لدراسة أجراها الباحث أنكريدي من جمعية Meteoritical على عدد من البيانات من عام 2007 إلى عام 2018، لتقدير عدد النيازك التي ضربت الأرض بنجاح كل عام، وذلك وفقًا لموقع "لايف ساينس".
الغلاف الجوي يحمينا من النيازك
والغلاف الجوي يحمينًا من وصول عدد أكبر من ذلك بكثير، والذي هو الآخر أقل 10 آلاف مرة مما يسقط على القمر، الذي لا يحتوي على غلاف جوي، فعند توجه النيازك ناحية الأرض تحترق من احتكاك الهواء وتنتج خطوطا من الضوء عبر السماء.
وما يصل منها يكون بأحجام صغيرة جدًا وفقًا لجمعية الأرصاد الجوية الأمريكية، لكن ذلك لا ينفي وجود نيازك كبيرة قد تخترق الأرض وتقلب الحياة فيها رأسًا على عقب.
ما نحن فيه الآن تأثر تأثرًا مباشرا بالنيازك التي سقطت على الأرض قديمًا، كالذي سقط قبل 66 مليون سنة وتسببت في انقراض الديناصورات على الأرض.
فعندما اصطدم بالأرض جرم سماوي قطره 12 كيلومترًا، أدى إلى فوهة كبيرة سُميت "تشيكشولوب" موجودة في أرض المكسيك الحالية، لتغير شكل الحياة تمامًا على الكوكب.
نيزك حوّل الأرض إلى جنة
اختفت ملايين الحيوانات وظهرت الأرض برداء جديد لم تكن لترتديه لولا ذلك، فالغابات الكثيفة وجميع النباتات المزهرة لم تنتشر على كوكبنا إلا بعد الاصطدام، فكانت نوعية النباتات الموجودة قبل ذلك من المخروطية التي تسمى الصنوبريات والسراخس، وفقًا لدراسة أُجريت في معهد سميث ونيان للأبحاث الاستوائية.
ووضعت الدراسة المنشورة على موقع "نيوز سيانتيست" 3 تفسيرات من خلال بحثها لـ50 ألف سجل من حبوب اللقاح الأحفوري و6000 حفرية من الأوراق قبل وبعد الاصطدام.
واستنتجت أن كثافة نمو وتنوع النباتات في غابات أمريكا الجنوبية، وظهور الغابات الاستوائية المطيرة يعود إلى انقراض الديناصورات التي كانت تدمر الغابات.
كما افترضت أيضًا أن يكون نمو هذه الغابات عائدًا للرماد الناتج عن الاصطدام، باعتباره سمادًا للتربة ومحفزًا لنمو تلك النباتات المزهرة، أو أن انقراض بعض أنواع الصنوبريات سمح لظهور وانتشار تلك النباتات على الكوكب.