كان مشهد نفوق آلاف الأطنان من الأسماك في عام 2022 مؤلمًا ومقلقًا للغاية، وهو نذير شؤم عند الحديث عن الثروة السمكية، والاتهامات تتشاطر بين تغير المناخ، وتلوث المياه من مخلفات البشر، وبين الطحالب السامة!
في عام 2022 فقط حدث أكثر من 4 حالات نفوق جماعي للأسماك ما بين نهر الأودر في بولندا وألمانيا، ونهر الراين بألمانيا، ومئات الحيتان في أستراليا ونيوزيلندا، وآخرها بالبحر الأحمر في الشواطئ المطلة على السودان.
نفوق جماعي لأسماك نهر الأودر
أكثر من 100 طن من الأسماك النافقة ملقاة على ضفاف نهر الأودر في بولندا وألمانيا جعلت قاطني تلك المناطق والمهتمين بالثروة السمكية في حالة ذعر مقلقة، دفعت المسؤولين لإجراء تحقيقات موسعة.
وتم استدعاء مئات الشهود من قاطني ضفاف النهر، علاوة على أخذ عينات من المياه والأسماك لتحليلها واكتشاف غموض جنوحها، وذلك وفقًا لوزارة البيئة في براندنبورج.
وحتى الآن لم تتوصل فرق البحث والتحليل لأسباب قاطعة لنفوق الأسماك في نهر الأودر، ولكن هناك شكًّا في تسبب الطحالب السامة في ذلك، وتم إرسال عينات للعديد من المراكز البحثية الذين أكدوا وجود الطحالب الدقيقة المسماة "برومنسيوم بارفوم" (Prymnesium parvum) في النهر، لكن يبقى السؤال هل هي السبب في كل هذه الأطنان النافقة؟
نفوق 115 حوتًا على سواحل أستراليا
وفي شهر سبتمبر من هذا العام تم العثور على نحو 230 حوتًا طيارًا جانحًا إلى الساحل الغربي لتاسمانيا، نفق نصفهم في حين تمكنوا من إنقاذ الباقين، ولعل هذا ليس بالأمر الجديد على هذه الشواطئ حيث وشهدت المنطقة قبل نحو عامين جنوحًا جماعيًّا لنحو 500 حوت طيار، وينج منها سوى نحو مائة منها.
ولم يتمكن الباحثون من معرفة أسباب جنوح هذه الحيتان، إلا أنهم افترضوا أن تكون ضلت طريقها في المياه لدى اقترابها كثيرًا من السواحل.
نفوق 477 حوتًا جانحًا بنيوزلندا
فيما لم ينجُ ولا حوت واحد من 477 حوتًا طيارًا جانحًا إلى جزر تشاتام النائية نحو 840 كم قبالة الساحل الشرقي لجزيرة ساوث آيلاند، 232 منها جنحت إلى شاطئ توبوانجي، و245 حوتًا آخر في خليج ويهير.
نفوق الأسماك على شواطئ السودان
وأخيرًا شهدت شواطئ البحر الأحمر قبالة السودان نفوقًا جماعيًّا للأسماك، في ظل تحليلات متباينة للأسباب المتخفية خلف الحادث، من انعدام الأكسجين بسبب تكاثر الطحالب؛ أو بسبب تلوث ناجم عن اختلاط مياه البحر بمواد سامة.
بدأت نتائج بحث سابق تظهر على الملأ وتنتشر على صفحات المواقع الصحفية وتقول إن ما يقارب المائة وثمانين طنًّا من نفايات الذهب تلقى سنويًّا في مصادر المياه المختلفة في السودان، وإن 99.9% من ركام الذهب يكون من ضمن تلك النفايات.
لكن البحوث والتحقيقات القائمة لم تظهر نتائجها بعد، إذ تم الحصول على عينات من المياه والأسماك النافقة لتحليلها.
