تضم المنطقة الشرقية بالسعودية العديد من الوجهات السياحية المميزة ذات التنوع الطبيعي والثراء الثقافي والتراثي.
هذه المنطقة تروي قصص أمم وشعوب سكنت أرضها منذ قديم الزمان، ما جعلها وجهة سياحية لكثير من الزوار والسياح، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
كما تتميز المنطقة بالعديد من الأنشطة والوجهات والتجارب التي تتنوع بين المسارات السياحية الثقافية والتراثية والشاطئية والبرية، ومن أبرز الأماكن بها:
مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي
يقع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي أو كما يطلق عليه "إثراء"، فى مدينة الظهران، ويعد منارة ثقافية من قلب المملكة النابض إلى العالم، وصرحًا ثقافيًا وحضاريًا يشهد على تقدم المملكة وازدهارها في مختلف المجالات.
يعد المركز منصة تجمع المواهب الوطنية والعالمية للتعلم وتبادل الأفكار وتعزيز نوعية الحياة في المجتمع.
يأخذ التصميم المعماري لمركز "إثراء" شكل خمس صخرات متجانبة ترمز إلى المستقبل والحاضر والماضي، وبني المركز على أول بئر نفط اكتُشف في الظهران عام 1935م.
واحة الأحساء
تشتهر واحة الأحساء أنها "أكبر واحات النخيل الطبيعية في العالم"، وهي جسر للتواصل مع حضارات العالم القديم في بلاد الرافدين والشام وشبه القارة الهندية، ودول الخليج العربي، وممر لقوافل الحجاج والتجارة.
كما تتميز بالعيون المائية؛ إذ يوجد فيها أكثر من 30 عينًا تتدفق منها المياه طبيعيًا، وتمد المنطقة الزراعية بالمياه عبر مجموعة من القنوات والجداول التي كانت تشكل شبكة الري التقليدية، ومن أهم هذه العيون: الحقل، والحارة، والحويرات، وأم سبعة، و"عين نجم" التي أصبحت تتمتع بالمياه الكبيريتية الساخنة، لذلك تحولت إلى متنزه سياحي، وأصبحت من أماكن السياحة الاستشفائية.
تعد واحة الأحساء خامس موقع سعودي يسجل في قائمة التراث الإنساني العالمي باليونسكو عام 2018م.
كما أصبحت عاصمة للسياحة العربية لعام 2019م؛ لاحتوائها على العديد من المقومات التراثية والآثار التي ما زالت باقية إلى يومنا هذا، وتتنوع ما بين القصور والأبراج والمساجد التاريخية الأثرية، إلى جانب مجموعة من الأحياء والمدن التاريخية.
ميناء عقير التاريخي
يقع ميناء العقير التاريخي بمحافظة الأحساء، أو كما يطلق عليه أهالي الواحة "العجيز"، نسبة لقبيلة عجيز التي سكنت المنطقة منذ زمن بعيد.
وهو أول ميناء بحري في شرق المملكة على ساحل الخليج العربي، وكان البوابة الاقتصادية منذ بداية تأسيس الدولة، والطريق الرئيسي للوصول إلى شرق المملكة ووسطها.
أصبح العقير شريان الحياة لوسط الجزيرة العربية وشرقها، حيث كانت البضائع والأغذية وغيرها ترد إلى قلب الجزيرة العربية والعاصمة الرياض عبر هذا الميناء المهم.
وحصل على تنظيمات وتطوير في عهد الملك عبد العزيز -رحمه الله- عبر إنشاء الجمارك والجوازات والفرضة ومبنى الخان ومبنى الإمارة والحصن والمسجد وعين الماء وبرج بوزهمول، وذلك لاستمرار دوره الاقتصادي في البلاد.
كما أن للميناء مكانة سياحية مميزة؛ فساحلها من أجمل السواحل في المملكة، ويتميز بتداخل مياه الخليج مع الشواطئ الرملية، وتنوع المظاهر الجغرافية وكثرة الرؤوس والخلجان والجزر.
ومن أهم الجزر: الزخنونية والفطيم.
بحيرة الأصفر
تقع بحيرة الأصفر في شرق محافظة الأحساء، وتعد محطة شتوية مؤقتة تستقر بها أنواع متعددة من الطيور خلال موسم هجرتها من بيئاتها الأصلية الباردة شمالًا في أوروبا وروسيا وأواسط آسيا.
وتتميز بحيرة الأصفر بموقعها المتميز، حيث تقع في شرق مدينة العمران، أكبر تجمع مائي وسط الكثبان الرملية بمنطقة الخليج، فبُعدها عن التجمعات السكانية والمناطق الصناعية جعل منها "محمية طبيعية" تحتضن بيئتها تجمعًا ثريًا للنباتات والأسماك والطيور المقيمة والمهاجرة.
صحراء الربع الخالي
تعد أكبر صحاري الجزيرة العربية، وتمتد في مناطق جنوب شرق السعودية، وتتميز بكثبانها الرملية، بعضها متحرك ما جعلها منعدمة المعالم، وبعضها الآخر ثابت.
وتتخذ عدة أشكال، منها: حذوة الحصان، وبعضها قبابي الشكل، وبعضها الآخر طولي الشكل يطلق عليه "العروق".
هي من أجمل الأماكن السياحية، حيث الإطلالات الأثرية والتكوينات الصخرية، والاستمتاع برؤية النجوم ليلًا في سماء صافية والهدوء بعيدًا عن صخب حياة المدن.