أكد مختصون في السوق العقاري، انعكاس تأثير ارتفاع أسعار الفائدة على الأسواق العقارية، مشيرين إلى تراجع عدد العقود التمويلية الجديدة نتيجة ارتفاع تكلفة التمويل العقاري على المستهلك النهائي خلال الشهرين الماضيين، إلا أن السوق شهد تصحيحا في الأسعار ببعض المناطق.
قال المختص في القيادة التنظيمية في القطاع العقاري، د. ماجد الركبان: إن ارتفاع أسعار الفائدة ينعكس على الأسواق العقارية، ويؤثر عليها بشكل واضح، لا سيما أن القطاع العقاري السكني أصبح يعتمد على التمويل المقدم من المصارف في السنوات القليلة الماضية.
ارتفاع تكلفة التمويل العقاري سبب تراجع العقود التمويلية
وأضاف الركبان، أن الشهرين الماضيين، شهدا تراجعًا في عدد العقود التمويلية الجديدة، نتيجة ارتفاع تكلفة التمويل العقاري على المستهلك النهائي، قابلها تصحيح في أسعار العقارات في بعض المناطق، التي شهدت ارتفاعا في أسعار العقارات بسبب عدة عوامل منها: انخفاض معدل الفائدة في السابق التي قابلها زيادة في الطلب عليها.
وتوقع استمرار ارتفاع معدل الفائدة في الفترة القليلة المقبلة، في ظل ارتفاع معدلات التضخم في الاقتصاد الأمريكي ومحاولات البنك الفيدرالي كبح جماح التضخم حتى لو أدى ذلك إلى ركود اقتصادي مؤقت، خاصة أن البديل قد يكون أثره أكبر على الاقتصاد.
رفع الفائدة يحافظ على قيمة الريال
وتابع: يجب الأخذ بعين الاعتبار ارتباط الريال السعودي مع الدولار الأمريكي، وهو ما يؤدي إلى تبني البنك المركزي السعودي «ساما» رفع الفائدة حفاظا على قيمة الريال.
وأشار الركبان، إلى أن السوق العقاري استجاب بشكل تدريجي مؤخرا لانخفاض الطلب على العقارات نتيجة ارتفاع سعر الفائدة، وبدأنا نرى انخفاضا في قيم الصفقات في مؤشر الصفقات المنفذة لدى وزارة العدل، وهو مؤشر إيجابي قد يساعد على توفير وحدات سكنية بأسعار أفضل مما شهدناه في السنة الماضية.
وأكد أن الـ6 أشهر المقبلة، ستشهد ارتفاعا في حجم المعروض من الأراضي والعقارات السكنية، مما سيزيد الضغط على الأسعار المرتفعة ويدفعها نحو التصحيح.
تطوير التعاملات في السوق العقاري ليحظى بالثقة والابتكار
ولفت إلى أن السوق العقاري يتغير بشكل مستمر نتيجة تغير المعطيات التي تؤثر فيه، لا سيما مع نفاذ العديد من الأنظمة والتي تهدف إلى تطوير التعاملات في السوق العقاري سعيا نحو سوق حيوي وشفاف ويحظى بالثقة والابتكار.
وأكد الخبير والمقيم العقاري عماد الدليجان أن التأثير الحاصل من رفع نسبة الفائدة جزئي، خاصة أن القطاعات جميعها عالميًا وقعت تحت تأثير هذا الارتفاع.
وأشار إلى أن المتضرر الأكبر من هذا الارتفاع في المجال العقاري هو ما يتم شراؤه عن طريق التمويل العقاري.
نتائج إيجابية لارتفاع أسعار الفائدة
وقال الدليجان: إن تأثير رفع أسعار الفائدة قد يكون له نتائج إيجابية كانخفاض الأسعار في بعض المناطق ولبعض العقارات واحتمالية نهضة حركة بيع جديدة في قطاعات مختلفة، ولكن لا نغفل عن ميزان العرض والطلب.
وأوضح أن حجم الطلب الكبير في القطاع العقاري يفوق حجم المعروض بنسب كبيرة وهو ما سيضغط على ارتفاع الأسعار.
وأضاف أن السوق العقاري كبير ومتعدد الاتجاهات ومتجدد بالتطوير العقاري والصفقات، معربًا عن أمله في أن يشهد السوق مزيدا من الحركة العقارية في القريب العاجل.
