أكدت مجلة "بوليتيكو" استمرار الولايات المتحدة في تجاهل المصالح الأوروبية، موضحة أن الوقت قد حان كي يفهم قادة الاتحاد الأوروبي الرسالة.
وبحسب مقال لـ "نيكولاس فينكيور"، فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن أثار غضبًا جديدًا في أوروبا بشأن خططه لدعم الصناعة في بلاده.
لا مبالاة مهذبة
وأشار الكاتب إلى أنه بينما كان الرئيس السابق دونالد ترامب رجلًا مزعجًا لأوروبا، أثبت خليفته جو بايدن أنه صديق أكثر تعقيدًا يقول كل الأشياء الصحيحة، ولكنه يتركك في مأزق عندما يكون الأمر مهمًا.
وأوضح أنه من انسحاب واشنطن المفاجئ من أفغانستان إلى مبيعات الغواصات إلى أستراليا عبر اتفاقية "أوكوس"، وأخيرًا الخلاف المتزايد حول قانون خفض التضخمIRA" "، الذي يقدم حوافز ضريبية وإعانات للشركات الأمريكية الخضراء، فاجأت إدارة بايدن، أوروبا مرارًا وتكرارًا على حين غرة.
ولفت إلى أنه في كل مرة يعرب الأوروبيون عن صدمتهم وإحباطهم وفزعهم، ولا يكون الرد الأمريكي سوى لا مبالاة مهذبة.
تحدٍ وجودي
وتابع الكاتب: على الرغم من التزام واشنطن المتجدد بحلف شمال الأطلسي والإنفاق الهائل للأسلحة والأموال لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد روسيا، لا تزال الولايات المتحدة تركز بثبات على ما تعتبره تحديًا وجوديًا رئيسيًا وهو الصين.
ولفت إلى أن في هذه المعادلة غالبًا ما تكون أوروبا أولوية متأخرة، لكن كل ما في الأمر هو أن الكثيرين على هذا الجانب من المحيط الأطلسي فشلوا في فهم الرسالة أو استخلاص استنتاجات حول ما يعنيه ذلك بالنسبة لمستقبل الكتلة. بدلًا من ذلك يفضلون تمثيل سيناريو من الغضب والاحتجاج.
قانون التضخم
ومضى يقول الكاتب: قانون خفض التضخم الأخير يمثل أفضل جهد لواشنطن من الحزبين حتى الآن لتخليص اقتصادها من الكربون والاستعداد للانفصال عن الصين.
وأضاف: ينص مشروع القانون على 369 مليار دولار لبرامج الطاقة والمناخ، بما في ذلك المليارات من الإعانات الممولة من دافعي الضرائب لإنتاج السيارات الكهربائية داخل الولايات المتحدة.
كارثة محتملة
ولفت الكاتب إلى أن هذا يمثل كارثة محتملة لأوروبا، مشيرًا إلى أنه وسط أزمة طاقة تواجه أجزاء كبيرة من اقتصاد الاتحاد الأوروبي في الهاوية، قاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الهجوم ضد القانون، متهمًا واشنطن بـ"الكيل بمكيالين" فيما يتعلق بالطاقة والتجارة.
#ارتفاع_الأسعار يدفع #الألمان إلى التخلي عن عطلاتهم الشتوية.. أزمة طاقة https://t.co/8mi17DMJLm #اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) October 23, 2022
وتابع يقول: دعا الرئيس الفرنسي أوروبا للرد بالمثل من خلال طرح خطة الدعم الخاصة بها، مما دفع الممثلة التجارية الأمريكية كاثرين تاي إلى حضور اجتماع وزراء التجارة بالاتحاد الأوروبي في براغ في 31 أكتوبر.
احتمال مستبعد
وأضاف الكاتب: لكن بدلًا من محاولة إقناعهم بالامتيازات، دعتهم تاي إلى تقديم الإعانات الخاصة بهم، وهو ما لم يكن الأوروبيون يريدون سماعه.
وتابع: وفقًا لدبلوماسي من الاتحاد الأوروبي تحدث إلى بوليتيكو قبل اجتماع وزراء التجارة يوم الجمعة الماضي، ما زال أعضاء الاتحاد يأملون في أن يعيد بايدن القانون إلى الكونجرس لتغيير حجمه، وهو احتمال يقول المسؤولون الأمريكيون إنه مستبعد للغاية.
وأردف: النتيجة هي أن أوروبا عادت الآن إلى وضعها المألوف ككتلة مرهقة ومرتبكة وتسعى جاهدة للحصول على رد بينما تفشل في صياغة إستراتيجيتها المتماسكة للتعامل مع الصين.