عندما نتحدث عن الحيوانات المنقرضة غالبًا ما يأتي في بالنا النيزك الذي ضرب الأرض من 66 مليون سنة وتسبب في انقراض الديناصورات على الأرض، وقلب طبيعة الحياة رأسًا على عقب حيث اختفت ملايين الحيوانات وظهرت الأرض برداء جديد لم تكن لترتديه لولا ذلك.
فظهرت الغابات الكثيفة وجميع النباتات المزهرة لم تنتشر على كوكبنا إلا بعد الاصطدام، فكانت نوعية النباتات الموجودة قبل ذلك من المخروطية التي تسمى الصنوبريات والسراخس، وفقا لدراسة أُجريت في معهد سميثونيان للأبحاث الاستوائية.
لكن عزيزي القارئ ليست الأجرام السماوية الساقطة على الأرض هي السبب الوحيد في انقراض الحيوانات، وإنما نحن البشر تسببنا في ذلك أيضا بسبب الصيد الجائر وتلويث الجو، وعلى كل في هذا التقرير نسلط الضوء على عدد من المنقرضات على مر العصور وفقا لموقع "onekindplanet"
ماموث صوفي
ولعل ذلك هو أشهر ما احتوت عليه قائمة الحيوانات المنقرضة، والماموث هو حيوان ثديي ضخم قطن إفريقيا منذ نحو 3.5 مليون سنة، ثم هاجر بعد ذلك إلى شمال أوراسيا وأمريكا الشمالية، ويعتقد العلماء أنه وثيق الصلة بفيل العصر الحديث.
طول الماموث الصوفي كان يتجاوز أكثر من 4 أمتار ويمكن أن يزن أكثر من 6 أطنان، في حين يتضح من اسمه أنه كان مغطى بالفراء ويمكن أن يصل طول أنيابه المنحنية إلى 5 أمتار، وبسبب الصيد الجائر غير المنظم علاوة على تغير المناخ اختفى الماموث منذ 10000 عام وتحديدًا في جزيرة رانجل في المحيط المتجمد الشمالي حوالي عام 1700 قبل الميلاد.
الأوك العظيم
هذا الطائر اللطيف الذي لا يجيد الطيران انقرض هو الآخر على يد البشر عام 1835 وذلك على يد ثلاثة رجال اصطادوه في سانت كيلدا، وهو طائر كبير الحجم كان موجودًا في شمال المحيط الأطلسي وفي أقصى الجنوب حتى شمال إسبانيا.
يبلغ متوسط ارتفاع طائر الأوك المنقرض 75-85 سم فيما يصل وزنه حوالي 5 كجم، ورغم ذلك كان سباحًا ماهرًا، لذا كان يصطاد طعامه من تحت الماء، وقبل انقراضه بفترة قصيرة عاش في مستعمرة من Auks في جزيرة إلدي بإسبانيا.
وحيد القرن الأسود
لم يكن وحيد القرن الأسود معروفًا حتى تم اكتشافه في العديد من بلدان غرب إفريقيا وتحديدًا باتجاه المنطقة الجنوبية الشرقية من إفريقيا، ولم يستمر ظهوره كثيرًا حتى تم إعلان انقراضه رسميًا في 2011.
كان وحيد القرن الأسود يتمتع بطول يتراوح بين 3 إلى 3.8 متر وارتفاعه من 1.4 إلى 1.7 متر، فيما يصل وزنه غالبًا من 800-1300 كجم، فيما تتباين أطوال قرونه فيبلغ الأمامي منهما غالبًا 1 متر والثاني 55سم.
وكان مسالمًا للغاية ويعيش على النباتات المورقة والبراعم، وعندما لوحظ انخفاض أعداده بدأت الجهات المعنية في اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ عليه من الانقراض، ورغم ذلك استمرت أعداد وحيد القرن الأسود في الانخفاض، وتمت رؤيته قبل الانقراض في دولة الكاميرون.
حمام الركاب
أما انقراض هذا النوع من الطيور يمكن اعتباره جريمة بشرية، فالتقديرات تقول إن ما يتراوح بين 3 و5 مليارات حمامة مسافرة كانت تعيش في الولايات المتحدة، عندما وصل الأوروبيون إلى أمريكا الشمالية، وانقرض كل هذا العدد المهول بمجرد أن تم استيطان هذه المناطق.
حيث تم إزالة الغابات بشكل جماعي ما أدى إلى فقدان الموائل وتقليل أعداد الطيور، ولم تتوقف الجريمة عند هذا الحد، بل تم تسويق لحم الحمام كغذاء رخيص للفقراء في القرن التاسع عشر، وهو ما دفع الصيادون إلى الصيد غير المخطط على نطاق واسع، لتختفي حمامة الركاب عام 1914.