تنخفض درجات الحرارة إلى حد كبير في منطقتنا العربية بالشتاء، وبدورها تحتفظ المنازل بدرجة رطوبة عالية، وهو ما يستدعي إشعال المدفأة للحصول على جو مناسب للاسترخاء والنوم.
وترتبط درجات البرودة العالية بالعديد من المشكلات الصحية، وتظهر دراسة جديدة أنه سيكون لها أيضًا تأثير على صحتنا العقلية. وفقًا لدراسة بريطانية جديدة نُشرت في مجلة Social Science & Medicine .
كم درجة الحرارة المناسبة في المنزل؟
تماشيًا مع أزمة الطاقة التي يواجهها العالم وارتفاع أسعارها، فإنه وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، أن درجة الحرارة الدافئة والمناسبة لغرف المعيشة في الشتاء حوالي 21 درجة مئوية، و18 درجة مئوية في غرفة النوم.
وتوصل باحثون من جامعة أديلايد في أستراليا، إلى الرابط بين السكن شديد البرودة، والتأثير على الصحة باستخدام بيانات من الدراسة الطولية للأسرة في المملكة المتحدة، التي أجريت منذ عام 2009 على البالغين في 40 ألف أسرة بالمملكة المتحدة، ما يمثل نحو 100 ألف شخص. بحسب مجلة "Social Science & Medicine".
مشكلات نفسية وعقلية
وجاءت النتائج مذهلة، إذ إن المنازل شديدة البرودة تزيد من خطر الإصابة بالأمراض النفسية، عند الأشخاص الذين لم يعانوا مسبقًا أي مشكلات نفسية، وتضاعف خطر الإصابة بالضيق العقلي.
ويتضاعف الخطر إلى ثلاثة أضعاف، عند الأشخاص الذين عانوا بالفعل مشكلات متعلقة بالصحة العقلية.
ويوضح الباحثون، أن غالبية الأشخاص غير القادرين يعتمدون في تدفئة منازلهم على آليات تكيف تحد من التواصل الاجتماعي، كعدم دعوة واستضافة الأصدقاء والذهاب إلى الفراش مبكرًا للتدفئة. وفقًا مجلة "Social Science & Medicine”.
الأشخاص الأكثر عرضة لأخطار العيش في منازل شديدة البرودة
وفقًا للدراسة، فإن كبار السن وتحديدًا الوحيدين أو العاطلين عن العمل، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، هم الأكثر عرضة للعيش في منازل باردة. كما سيتأثر المستأجرون أكثر من الملاك.
المخاطر الصحية للعيش في منازل عالية البرودة
لا يؤثر البرد القارس على الصحة العقلية فقط، بل إنه:
- يضعف جهاز المناعة، وهو يجعلنا أكثر عرضة لجميع أمراض الشتاء "الإنفلونزا، والبرد، والتهاب الحلق، أو حتى Covid-19".
- يزيد التعرض للبرد الشديد من أمراض الجهاز التنفسي والدورة الدموية، فضلًا عن تفاقم أعراض الحالات الأخرى مثل التهاب المفاصل.
- الأشخاص الذين يعانون أمراضًا في القلب "ارتفاع ضغط الدم، تاريخ الإصابة بنوبة قلبية"، أكثر عرضة للبرد، خاصة لأن الجسم سيجمع مزيدًا من الطاقة للحفاظ على درجة حرارة الجسم. مما يزيد من سرعة نبضات القلب. طبقًا لمجلة "Social Science & Medicine".
للحد من آثار البرد، قم بتغطية أطرافك ورأسك، ودفئ نفسك قبل التعرض لدرجات حرارة منخفضة جدًا.