مؤسف عندما نعطي أشخاصا حجما فوق ما لا يستحقون وأقصد هنا «مشاهير الفلس»، وعندما تبحث عن محتوى هذا المشهور الذي تضج مواقع التواصل بأخباره لا تجد فائدة يعود نفعها للوطن والمواطن، وكل ما في حساباته مجرد سوالف خاوية لا حدود لها، والمضحك تجد من يدعمهم ويتابع أخبارهم وفوق هذا عندما يذهبون إلى التسوق في الأماكن العامة تنصدم بزحمة الشوارع ومزاحمة الناس لدرجة تشعر بأن هذا الزائر مسؤول عالي المستوى، مثل هذه الفئات أغرقهم حب الشهرة والظهور الزائف فهم وجدوا أناسا ليس لديهم ما يشغلهم في حياتهم وانجرفوا خلفهم على خطى المثل الشهير «وافق شن طبقه»، بينما من سخروا أقلامهم وعلمهم في خدمة البشرية لا يجدون هذا الصدى الفظيع ولا حتى القبول سوى عند من يقدر أدبهم وعلمهم وثقافتهم، نعيش في زمن غريب وأصبح فيه الرخيص غاليا والغالي رخيصا، تناقض مؤلم ولا بد أن نضع «قليلا من العقل على القلب حتى يستقيم وقليلا من العاطفة على العقل حتى يلين» ولا ننساق خلف تيار الإعلام الجديد الذي عجت بها الأمم وانتشرت مقاطعهم مثل انتشار النار في الهشيم، والمصيبة العظمى «البعض» من القنوات الفضائية تستضيفهم ولا أعلم ماذا يجني المشاهد من فائدة تذكر عندما يظهرون على الشاشة بملابس رثة ومقطعة وشعور منفوشة مصبوغة بعدة ألوان تحت مسمى الموضة الجديدة؟ ولو فرضت عقوبات صارمة لمالكي صوالين الحلاقة لما رأينا هذه المناظر المقززة، ومن يرجع لخطبة الشيخ «عبدالرحمن السديس» بعنوان الشهرة لكفته، رسالتي لأبنائنا وبناتنا لا ترهقوا أسركم وتحميلهم فوق طاقاتهم لأجل شراء مستلزمات بالية شاهدتموها لدى المشاهير فهم يعيشون لإعلانات مدفوعة الثمن وحياتهم زيف وخداع ولا تغركم تلك الصور والمقاطع التي يتباهون بها في مقاطع متناثرة على مواقع التواصل، الحياة الكريمة هي قناعتك بما كتبه لك الله من رزق ومن يشكر الله على ما أعطاه يزده خيرا، وثقوا بأن متابعة المشاهير هي من أخطر أنواع الأمراض التي تجلب الهموم وحالات القلق والاضطراب النفسي. فلا تجلدوا أنفسكم بمعاتبتها على شيء لم يقدره لك خالقك وجلد الذات هلاك للنفس فأنتم أرقى وأعظم من مشاهير تخلوا عن قيمهم وعاداتهم الاجتماعية وغمر الغرور قلوبهم واتبعوا طرقا متفرقة ليس لها أمان قد تنزلق بهم في أي لحظة في غفلة زمن عابرة.
@n9n2m