تطلق المملكة نموذجًا عالميًا للتدريب في قطاع السياحة من خلال تطبيق استراتيجيتها الواعدة للسياحة الوطنية، التي تهدف إلى تدريب الشباب ليواكبوا مستقبل السياحة، وذلك خلال استضافة القمة العالمية للمجلس العالمي للسفر والسياحة. وتستضيف المملكة في هذه القمّة 500 طالب من 58 دولة، تتراوح أعمارهم بين 18 و26 عامًا، في برنامج تدريبي خاص قبيل انعقاد قمة السفر والسياحة، حيث تمّت دعوتهم إلى القمة بناءً على التزامهم بالمشروعات السياحية ومجال استدامة السياحة وتطلعاتهم لصناعة التأثير في هذا القطاع. وتناقش جلسات القمة العالمية للمجلس العالمي للسفر والسياحة، أهمية تمكين الشباب على الصعيد الدولي، كما تشهد القمّة حوارات حول الاستدامة في العصر الرقمي، ودور الشباب في مرحلة الانتقال إلى صافي صفر انبعاثات كربونية، باعتبارها أولوية قصوى لحماية كوكب الأرض، ويبحث المتحدثون في القمّة سبل تمكين الشباب ليكونوا مبتكرين ورواد أعمال في المستقبل.
ويتوافد الطلاب والمتدربون في البرنامج التدريبي من مؤسسات تعليمية مختلفة، منها كلية كينجز في لندن، وشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، وكلية الأعمال في مدريد، وجامعة هارفرد، ومؤسسة محمد بن سلمان "مسك" في السعودية.
وأبان معالي وزير السياحة الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب، إنّ جيل الشباب الموهوب الشغوف من كل أنحاء العالم هم وقود المستقبل وقادته، وبهم نحقق طموحاتنا في قطاع السفر والسياحة، مؤكداً فخره باستضافة هذا البرنامج العالمي للشباب بالتزامن مع القمة العالمية للمجلس العالمي للسفر والسياحة، حيث يهدف إلى تمكين الشباب ليشاركوا في تغيير المستقبل ليكونَ مشرقًا ومستداما. وأضاف معاليه: "اليوم في المملكة العربية السعودية نستثمر في جيل الشباب من خلال برامج تدريبية متنوعة، بهدف تعزيز المهارات والخبرات اللازمة لتمكينهم في المهن المستقبلية لقطاع السفر والسياحة".
من جهته أكّدت صاحبة السمو الأميرة هيفاء بنت محمد بن سعود بن خالد نائبة وزير السياحة، إنّ الاستثمار اليوم بالمملكة في جيل الشباب هو عملٌ للمستقبل، من أجل تهيئة يدٍ عاملة واعدة تتميز بمهارات عالية في قطاع السياحة، ساعين إلى تمكين الشباب بالمهارات المطلوبة للمنافسة محليًّا ودوليًا، واقتناص فرص عملٍ جديدة ومتنوعة في قطاع السياحة الحيوي.
الجدير بالذكر أن وزارة السياحة أطلقت برنامج "رواد السياحة" خلال شهر يونيو الماضي؛ بهدف تدريب مائة ألف شاب وشابة في قطاعات الضيافة والسفر والسياحة، وتهدف بذلك إلى تمكينهم بالمهارات المطلوبة للمشاركة في هذه القطاعات التي ستسهم في إجمالي الناتج المحلي للمملكة بنسبة 10% بحلول عام 2030. وتعزيزًا للتدريب في قطاع السياحة، عقدت وزارة السياحة شراكات مع عدة مؤسسات تدريبية عالمية؛ منها جامعة لي روش ماربيا في إسبانيا، وكلية الضيافة العالمية، وكليّة إدارة الفنادق السويسرية، ومعهد غليون للتعليم العالي، وكلية الضيافة سيزار ريتز، بالإضافة مؤسسات أخرى تتعاون معها المملكة في التدريب على مجال الضيافة ومنها: مؤسسة مونتريال، ومدرسة إدارة الأعمال في سيرجي في فرنسا ESSEC، وبرامج الضيافة في جامعة لوزان، والمدرسة الأوروبية للاقتصاد، ومؤسسة التدريب المهني والتعليم الفني المتقدم في نيو ساوث ويلز، وكلية إدارة الأعمال والفنادق في سويسرا.
كما تهدف البرامج التدريبية إلى تطوير مهارات المتدربين وإعدادهم لوظائف المستقبل، حيث أسهمت مدرسة التدريب الرائدة فيرندي في باريس في إتاحة الفرصة للمتدربين الطهاة للحصول على وظائف مرموقة في إدارة الفنادق المنشأة حديثًا في العلا. وتخطط المملكة ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030 المتعلقة بقطاع السياحة، إلى استحداث مليون فرصة عمل جديدة في قطاع السياحة، وجذب 100 مليون زيارة للمملكة بحلول عام 2030. كما تتماشى طموحات المملكة مع الجهود العالمية المستمرة من أجل تعزيز دور قطاع السياحة الأساسي والحيوي في خلق فرص عمل للمستقبل.
وتناقش القمّة العالمية للمجلس العالمي للسفر والسياحة في الرياض كيفية تأمين وظائف جديدة في قطاع السياحة؛ الذي واجه الكثير من الآثار السلبية بسبب جائحة كوفيد- 19، ويتحدث خلال القمة كبار قادة الشركات وقادة الحكومات ورؤساء القطاع الخاص من المملكة وغيرها من حول العالم لمناقشة عدّة محاور تخص قطاع السفر والسياحة. وتتطلع القمّة إلى أن يُسهم قطاع السفر والسياحة بتأمين 126 مليون وظيفة جديدة حول العالم خلال العقد القادم، ومن المتوقّع أن يكون ثلث تلك الوظائف مرتبطا بقطاع السفر والسياحة والضيافة، وستركّز القمّة على إسهام القطاع عالميًّا في استعادة أكثر من 18 مليون وظيفة، مسجلًا بذلك نموًا بنسبة 6.7% في عام 2021.