MesharyMarshad@
تمثل الصناعة البتروكيميائية إلى جانب الطاقة المتجددة مستقبل الاستثمارات التي تتعلق باستثمارات الطاقة ومشتقاتها، ما يعني تطوير المنظومة الاستثمارية بحيث نؤسس لواقع يواكب الطلب على هذه المنتجات والخدمات وما يتعلق بمعالجتها ونقلها وتقنياتها، وذلك ما بدا واضحا خلال كلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، في كلمته خلال حفل افتتاح مبنى سابك الجبيل، وذلك يعزز المشهد الاستثماري لأن تصبح هذه المدينة مركزا بتروكيميائيا متميزا من خلال العديد من الشركات والمشاريع العملاقة والموقع الساحلي الذي يسهم في تسهيل عمليات النقل إلى أسواق العالم خاصة شرق آسيا التي تتوسع استهلاكيا.
بداية شركتي سابك وأرامكو السعودية في أول مشروع لتحويل النفط الخام إلى بتروكيميائيات في مدينة رأس الخير إنما هي بداية لحقبة إنتاجية واستثمارية ستكون لها الريادة، وتفتح الآفاق لتطوير صناعة متجددة تتوسع باستمرار في ظل نمو الطلب العالمي على المنتجات البتروكيميائية خاصة وأن المملكة تعد رابع أكبر منتج عالمي للبتروكيميائيات، وفي الوقت نفسه تعمل منظومة الطاقة لدينا على تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد الهيدروكربونية وإتاحة مزيد من الفرص للاستفادة من السوائل البترولية في إنتاج البتروكيميائيات، وتستهدف التركيز على إنتاج المواد الكيميائية المتخصصة لدعم التطبيقات الصناعية وتوطينها.
هذا القطاع الواعد يقدم الكثير الذي يمكن أن تعمل إلى جانبه كثير من القطاعات سواء في الصناعات أو التجارة أو الخدمات اللوجستية أو النقل أو الشحن وغيرها، وجميعها تضيف قيمة استثمارية عالية وكبيرة لبلادنا خاصة حينما نضيف الابتكار والتقنية وتأهيل الموارد البشرية وتحفيز المنشآت الصغيرة والمتوسطة والرياديين، ويكفي أن قطاع البتروكيميائيات يشكل نحو خمس مستهدفات التوطين بأكثر من 20 %، فيما بلغت تقديرات حصة الاستثمارات المحلية المتعلقة بأهداف التوطين، أكثر من 50 مليار ريال.
بهذا الواقع فإننا نمضي في تأسيس منظومة بتروكيميائية متفردة قابلة لأن تتوسع وتسهم في رفد الناتج المحلي الإجمالي وتحقيق معدل نمو اقتصادي أكبر، لأن المواد الأولية والأساس المطلوب لتطوير هذه الصناعة يتوفر لدينا، وبمزيد من الاستثمارات يمكن أن تحقق قفزات أكبر وذات تأثير فعال في الاقتصاد الوطني، وترتفع بمعدلات النمو إلى مستويات غير مسبوقة، وجديرة بأن تتحقق معها مستهدفات رؤيتنا الوطنية الطموحة.